للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(عليه الصلاة والسلام) منبعَ تاريخ في الإنسانية كلها دائمًا، ولرأس الدنيا نظام أفكاره الصحيحة.

عن عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:

((انْطَلَقَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى أَوَوا الْمَبِيتَ (١) إِلَى غَارٍ فَدَخَلُوهُ، فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنْ


(١) وفي رواية: ((حتى آواهم المبيتُ إلى غار))، وهي عند الإمام مسلم (رحمه الله) في "صحيحه" (٢٧٤٣) من طريق سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه مرفوعًا.
والرواية التي أثبتها المصنفُ (رحمه الله) هي رواية البخاريِّ في "صحيحه" (٢٢٧٢) من طريق سالم أيضًا، والمبيت في هذه الرواية منصوب على المفعولية، قال الحافظ ابن حجر العسقلاني (رحمه الله) في "فتح الباري شرح صحيح البخاري" [(٦/ ٦١٥) ط/ دار الحديث بالقاهرة]: ((وتوجيهه أن دخول الغار من فعلهم، فحسن أن ينسب الإيواء إليهم)) ا. هـ. وفي رواية للبخاري (٢٣٣٣) من طريق نافع، عن عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) مرفوعًا: ((بينما ثلاثة نفر يمشون أخذهم المطر، فأَوَوْا إلى غار في جبل ... ))، ففي هذه الرواية بيان لسبب دخولهم الغار. وفي رواية أبي هريرة (رضي الله عنه) لهذا الحديث - وهي عند الطبراني في كتاب "الدعاء" (١٩٣)، وابن حبان في "صحيحه" (٩٧١ - إحسان)، (٢٠٢٧ - موارد الظمآن) -: ((خرج ثلاثة فيمن كان قبلكم يَرْتَادُون لأهليهم، فأصابتهم السماءُ، فلجأوا إلى جبل، فوقعت عليهم صخرة، فقال بعضهم لبعض: عَفَا الأَثَرُ، ووقع الحَجَرُ، ولا يعلم بمكانكم إلا الله، فادعوا الله بأوثق أعمالكم ... )) ا. هـ.
وفي رواية النعمان بن بشير (رضي الله عنهما) عند الطبراني في "الدعاء" (١٨٩): ((كان ثلاثة نفر يمشون في غب السماء، إذ مروا بغار، فقالوا: لو أويتم إلى هذا الغار، فأووا إليه، فينما هم فيه إذ وقع حجر من الجبل مما يهبط من خشية الله (عز وجل)، حتى إذا سد الغار، فقال بعضهم لبعض: إنكم لن تجدوا شيئًا خيرًا من أن يدعو كل امرئ منكم بخير عمل عمله قَطُّ ... )).
وفي رواية أنس بن مالك (رضي الله عنه) عند الطبراني أيضًا (١٩٢): ((إن ثلاثة نفر فيمن سلف من الناس انطلقوا يرتادون لأهليهم، فأصابتهم السماء، فدخلوا غارًا، فسقط عليهم حجر، فأطبق عليهم حتى ما يرون منه خصاصة ... )). وفي رواية عقبة بن عامر (رضي الله عنه) عند الطبراني (١٩٥): ((إن ثلاثة نفر من بني إسرائيل خرجوا يرتادون لأهليهم ... )).

<<  <   >  >>