للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النبي - صلى الله عليه وسلم - (١)، وأمثال ذلك يستدِلُّونَ به على إبطالِ الغضَبِ لله تعالى، والتغليظ على العصاة المخالفين لأمر الله - عز وجل -.

وَيَتنَاَسون ويتجاهلون غَضَبَ النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا انْتُهِكَتْ مَحَارِمُ الله وأنه لاَ يقومُ لِغَضَبِه شَيءٌ (٢)، وكذلك هَجْرَهُ لبعض أصحابه مثل الثلاثة الذين تَخَلَّفُوا عن غزوةِ تَبوُك (٣)، وهجْرَه بعضَ زَوْجَاتِهِ (٤)، وَتَلَوُّنُ وَجْهِهِ وَغَضَبه لَمَّا رأى السِّترَ الذي فيه الصُّوَر (٥)؛ وغير


(١) أخرجه البخاري في «صحيحه» برقم (١٢٩٠) من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -.
(٢) وقد جاء عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: (مَا ضَرَبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً قَطُّ بِيَدِهِ ولاَ امْرَأة ولا خادِماً إلاَّ أنْ يُجَاهد في سبيل الله، ومَا نِيلَ منه شيءٌ قَطُّ فَينْتَقِمُ من صَاحبِهِ إلاَّ أنْ يُنتَهَك شَيءٌ مِن مَحَارِمِ اللهِ فينتقم لِلَّهِ - عز وجل -) أخرجه البخاري في «صحيحه» برقم (٦٤٦١)، ومسلم برقم (٢٣٢٨) واللفظ له.
(٣) وقد تقدمت الإشارة لذلك مرات عِدَّة في هذا الكتاب، وقصة هجره - صلى الله عليه وسلم - للثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك وهم (كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومرارة بن الربيع العمري - رضي الله عنهم -) قصة مشهورة معروفة أخرجها البخاري في «صحيحه» برقم (٤١٥٦) ومسلم في «صحيحه» برقم (٢٧٦٩) وغيرهم.
(٤) كَهَجْره مَثَلاً لزوجته " زينب بنت جحش " - رضي الله عنها - حينما نالت من زوجته الأخرى " صفية بن حُيَيٍّ " - رضي الله عنها -، وقد أخرج ذلك أبو داود في «سننه» برقم (٤٦٠٢)، وأحمد في «مسنده» برقم (٢٥٠٤٦)، والطبراني في «المعجم الأوسط» برقم (٢٦٠٩)؛ وقال الهيثمي في «مُجمع الزوائد» (٤/ ٣٢٣): (رواه أبو داود باختصار، ورواه الطبراني في " الأوسط "، وفيه " سُمَيَّة " روى لَهَا أبو داود وغيره، ولَم يَجرحها أحد، وبقية رجاله ثقات) انتهى.
(٥) كما في حديث عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: دَخَل عَلَيَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا متسترة بقرام فيه صورة، فتلوَّن وجهه ثم تناول السِّتر فهتكَه ثم قال: (إنَّ مِن أشدِّ الناس عذاباً يوم القيامة الذين يشبهون بِخَلق الله) أخرجه البخاري في «صحيحه» برقم (٥٧٥٨) ومسلم برقم (٢١٠٧).

<<  <   >  >>