الثالثة: أن الذي يضره عمله، ولا يضره معصية أبيه وابنه.
وأما الآية الثانية عشر: ففيها مسائل، وهي من جوامع الكلم أيضا:
الأولى: أن من دعا إلى أي ملة كانت، وهي من الملل الممدوحة السالم أهلها، قيل له: بل ملة إبراهيم؛ لأنها إن كانت باطلة فواضح، وإن كانت صحيحة فملة إبراهيم أفضل، كما قال صلى الله عليه وسلم:" أحب الأديان إلى الله الحنيفية السمحة ".
الثانية: وهي مما ينبغي التفطن لها، أنه سبحانه وصفها بأن إبراهيم حنيفا بريئا من المشركين، وذلك لأن كلا يدعيها، فمن صدق قوله بالفعل، وإلا فهو كاذب.
الثالثة: أن الحنيف معناه: المائل عن كل دين سوى دين الإسلام لله.
الرابعة: أن من الناس من يدعي أنه لا يشرك، وأنه مخلص، ولكن لا يتبرأ من المشركين؛ وملة إبراهيم الجمع بين النوعين.
وأما الآية الثالثة عشر: ففيها مسائل:
الأولى: أمر الله سبحانه، أن نقول ما ذكر في الآية، وليس هذا إظهار العمل الذي إخفاؤه أفضل.
الثانية: الإيمان بجميع المنزل.
الثالثة: عدم التفريق بينهم.
الرابعة: التصريح بالإسلام.
الخامسة: التصريح بإخلاص ذلك لله، وليس هذا من الثناء على النفس ; بل من بيان الدين الذي أنت