لسلطنته، ومنها أنه كان يقرب الأرذال والأوباش ويوليهم الوظائف السنية ويسلطهم على الناس، ومنها أنه قبض على الصاحب علاى الدين بن الأهناسي وصادره وأخذ منه نحواً من مائة ألف دينار، وما كفاه ذلك حتى فك رخام بيته الذي في بركة الرطلى ونقله إلى تربته التى أنشأها في الصحراء، وغرق يرش مملوك جاني بك نائب جدة من غير ذنب وكان شاباً صغير السن جميل الصورة، ومنها أنه ضيق على الخليفة المستنجد بالله يوسف وأمره بأن يسكن بالقلعة داخل الحوش السلطانى، ومنعه من أن ينزل إلى المدينة بحيث أن أخته الست مريم توفيت فلم ينزل يصلى عليها واستمر بالقلعة إلى أن مات بها.
وفي الجملة أنه كان عنده لين جانب ورفق بالناس عند المصادرات بالنسبة لمن جاء بعده من الملوك، وكان له محاسن ومساوئ من خير وشر. - وهو الذي أثار فتنة شاه سوار وجرى من بعده أمور شتى، ووقع بينه وبين ابن عثمان ملك الروم واستمرت العداوة عمالة بينه وبين سلطان مصر وجرى منه ما يأتى الكلام عليه في موضعه. - وقيل إنه خلف في بيت المال من الذهب النقد سبعمائة ألف دينار، حصلها لغيره، وقد جمعها من حلال وحرام ومصادرات والرشا (١) على الوظائف وغيرها. - وكانت عدة مماليكه إلى أن مات زيادة على ثلاثة آلاف مملوك من مشتراواته، ولم يجئ على أيامه فصل ولكن قتل منهم فى وقعات سوار ما لا يحصى. - وخلف من الخيول والجمال والبغال أشياء كثيرة. - وحصل للناس من مماليكه الضرر الشامل، وتزايد أذاهم وجورهم فى حق الناس جداً، وكان الظاهر خشقدم لا بأس به في مواضع. انتهى ما أوردناه من أخبار دولة الملك الظاهر خشقدم وذلك على سبيل الاختصار، ولما مات تسلطن بعده الأتابكي يلباى.