للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأكبر غير ما مرة، وكان حسن السيرة فى القضاء، مولده سنة ثمان وسبعين وسبعمائة. - وفيه توفى قائم نعجة الأشرفي (١) أحد الأمراء العشرات ورءوس النوب، وكان شجاعاً مقداماً في الحرب، لكنه كان مسرفاً على نفسه مستغرقاً في اللذات ليلا ونهاراً. - وفيه (٢) أخلع السلطان على القاضي ولى الدين الأسيوطى وقرر في قضاء الشافعية بمصر عوضاً عن أبى السعادات بحكم انفصاله عنها، وكان المنصب شاغراً أياماً، ورسم السلطان للقاضي كاتب السر ابن مزهر بأن ينظر في الأحكام الشرعية وأحوال النواب إلى أن يقرر السلطان قاضياً، فعد الزينى كاتب السر من قضاة القضاة بمصر بموجب تكلمه على منصب القضاء أياماً، ولما قرر القاضي ولى الدين في القضاء جاء في المنصب غاية على الوضع، وطالت به أيامه مدة طويلة، وحمدت سيرته ومشى على أحسن طريقة فى ولايته، وفيه يقول الشهاب المنصورى:

حبذا السيد الإمام ولى الدين … قاضي القضاة نذبا سريا

رفع الله قدره فترقا … من ذرى شرعه مكاناً عليا

سأل الشرع ربه: رب هب لى … ولك الفضل من لدنك وليا

أنجز الله وعده فأتاه … أنه كان وعده مأتيا

وفيه جاءت الأخبار بموت تمراز الأينالي الأشرفي برسباي (٣) الذي كان دواداراً ثانياً بمصر ثم صار نائب صفد ثم تغير خاطر السلطان عليه، وكان عنده حدة مزاج زائدة وسوء أخلاق وشدة غضب، فلما ثقل أمره على السلطان ندب إليه من ادعى عليه بكفر وأرسل بعض نواب المالكيه وهو شخص يقال له الشارعى فضرب عنقه بصفد، وكان أميراً من أعيان الأشرفية البرسبيهية ولكن كان شديد الخلق سيء الطباع تولى عدة وظائف


(١) فى ليلة الأحد ٢٦ من جمادى الأولى - النجوم الزاهرة ص ٨١٨، والضوء اللامع ج ٦ ص ٢٠١ رقم ٦٩٦.
(٢) في يوم الخميس ١٦ من جمادى الأولى - النجوم الزاهرة ص ٧٤٥.
(٣) قتل يوم السبت ١٩ من جمادى الأولى - النجوم الزاهرة ص ٨١٨ - ٨١٩، وحوادث الدهور ص ٥٩٦ - ٥٩٨، والضوء اللامع ج ٣ ص ٣٦ رقم ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>