للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قسما بلوح الخبز عند خروجه … من فرنه وله الغداة فوار

ورغائف منه تروقك وهى فى … سحب الثقال كأنها أقمار

من كل مصقول السوالف أحمرال … خدين للشبونير فيه عذار

كالفضة البيضاء لكن تغتدى … ذهبا إذا قويت عليه النار

فلقى عليه فى الخوان جلاله … لا تستطيع تجده الأبصار

فكأن باطنه بكفك درهم … وكأن ظاهر لونه دنيار

ما كان أجهلنا بواجب حقه … لو لم تبينه لنا الأسعار

إن دام هذا السعر فأعلم أنه … لا حبة تبقى ولا معيار

ومن الحوادث فى أيامه: أن شخصا شريفا عجميا أدعى أنه يعرف صنعة الكيمياء فاحتوى على عقل الملك الظاهر بسبب الكيمياء وأنفق عليه جملة مال فلم يصح معه الكيمياء فأفتى بعض القضاة بقتله فأمر السلطان بضرب عنقه تحت شباك المدرسة الصالحية وذلك فى سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة. ثم إن السلطان حصل له ضعف فى جسده فاستمر على ذلك مدة، ثم تزايد به المرض ولزم الفراش فعند ذلك جمع القضاة الأربعة والخليفة وعهد إلى ولده المقر الفخرى عثمان واستمر ملازما الفراش إلى أن توفى فى ليلة الثلاثاء رابع شهر صفر سنة سبع وخمسين وثمانمائة وصلى عليه الخليفة القائم بأمر الله حمزة، ودفن فى تربة الأمير جركس القاسمى المصارع الذى جددها الأمير قانباى الجركسى وهى تجاه القلعة بالقرب من دار الضيافة. ومات الملك الظاهر جقمق وله من العمر نحو الثمانين سنة، فكانت مدة سلطنته بالديار المصرية أربعة عشرة سنة وعشرة أشهر ويومين وعاش بعد خلعه من السلطنة اثنى عشر يوما. وكان غليظ الجسم معتدل القامة مستدير اللحية درى اللون، وكان يميل إلى النساء الحسان، وكان له عدة سرارى جراكسة ومن النساء أربع، وعاش فى أرغد عيش إلى أن مات، وكان دينا خيرا كريما متواضعا محبا للعلماء والصلحاء ويقوم لهم إذا دخلوا عليه وكان يحب الأيتام ويكتب لهم جوامك والا يخرج إقطاعا لمن له، وله ولد، وكان عفيفا عن الزنا واللواط وكان فصيح اللسان بالعربية، متفقها وله مسائل فى الفقه عويصة، وكان يقع منه فى بعض الأحيان غلطات كثيرة وغوامض عظيمة وإخراق فى حق العلماء والفقهاء، منها أنه سجن القاضى ولى الدين السفطى فى المبشرة وغدر بالشيخ شمس الدين الكاتب وفعل أشياء كثيرة من هذا النمط وكان

<<  <   >  >>