للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اللَّهُمَّ (١) اجْعَلْنِي مِمَّنْ أَقَرَّ بِهَا (٢) مُخْلِصًا في حَيَاتِهِ (٣)، وَعِنْدَ مَمَاتِهِ (٤)،

قولُه : «قل: لا إله إلَّا اللَّه، كلمةً أشهدُ لك بها عندَ اللَّه» [١]. وأمثاله، قال م ص [٢]: الأظهرُ أنها كنايةٌ عن الشهادتينِ جَمعاً بينَ الأخبارِ.

(١) قوله: (اللَّهُمَّ) المشهورُ أنَّ معناه: يا اللَّه، حُذِفَ ياءُ النداءِ وعُوِّضَ عنه الميمُ المشددةُ، فيقالُ في إعرابه: إنه منادَى حُذِفَ منه حرفُ النداءِ تخفيفًا، مبنيٌّ على الضمِّ في محلِّ نصبٍ، فيحتملُ أن الميمَ زائدةٌ، أو أنها صارَت بالعِوضيَّةِ آخرًا، والهاءُ حَشوًا، والبناءُ كالإعرابِ في وسَطِ الكلمةِ، بل في آخرِها، فيكونُ «اللهم» مبنيًا على ضمةٍ مقدَّرةٍ على الميم؛ لكونِها بالعوضيَّةِ صارَت آخرَ الإعرابِ على الهاءِ في عَدِّهِ مع كونِها عِوضًا عمَّا حُذِفَ من أصلِه. وقد فَرَّقَ بينهما الشيخُ يس: بأن الميمَ في «اللهم» عوضٌ عن كلمةٍ مستقلةٍ، والهاءَ في عدِّه عوضٌ عن حرفٍ من أجزاءِ الكلمةِ، فينبَغي أن يُعطى العوضُ حكمَ المعوَّضِ عنه في المحلينِ. انتهى مختصرًا.

(٢) قوله: (مِمَّنْ أَقَرَّ بِهَا) أي: بالشَّهادةِ. وإطلاقُ الكلمةِ عليها مجازٌ، من إطلاقِ الجُزءِ وإرادةِ الكلِّ.

(٣) قوله: (مُخْلِصًا فِي حَيَاتِهِ) أي: لا يشوبُه رياءٌ ونحوُه مما يحبطُ الثوابَ.

(٤) قوله: (وَعِنْدَ مَمَاتِهِ) الظرفُ متعلِّق ب «أَقرَّ»، أي: اللهمَّ اجعلنِي ممَّن أقرَّ بها عندَ مماتِه؛ إشارةً إلى قوله : «من كانَ آخر كلامِه من الدنيا: لا إله إلَّا اللَّه،


[١] أخرجه البخاري (١٣٦٠)، ومسلم (٢٤) من حديث المسيب بن حزن
[٢] «دقائق أولي النهى» (٦/ ٢٩٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>