للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

هذا وإنَّ خاتمةً فاعلةٌ بمعنى اسم المفعُول، أي: مختومٌ بها. أو أنها جُعلت خاتمة مجازًا، مع أن الخاتمَ صاحبُها. وعلى الأول: فالمجازُ في الكلمةِ. وعلى الثاني: فهو في الإسنادِ. ثم إن الخاتمةَ عبارةٌ عن الألفاظِ الآتية، والاتفاق على عقد … إلخ.

معنَى فقَد جُعل المعنى ظرفًا للفظ مع أنَّ الألفاظَ ظروفٌ للمعانِي؛ لأن «إذا» ظرفٌ لما يُستقبلُ من الزمانِ؛ إذ المعنَى: خاتمةٌ في كذَا.

ففيه ظرفيةُ اللفظ والمعنَى في المعنى، وهو خلافُ المشهورِ من أنَّ الألفاظَ ظروفٌ للمعانِي لا العكسُ على ما هو خلافُ المشهورِ، وإن كانَ هو الصحيحُ. وقد يقالُ: إن الخلافَ لفظيٌّ، فمن قالَ: إن المعنى ظرفٌ للفظِ، نَظَرَ إلى أنَّ المتكلِّمَ يستحضرُ المعنَى أولًا، ثم يأتي باللَّفظِ على طبقهِ، فهو ناظرٌ للمتكلمِ. ومن قالَ: إن اللفظَ ظرفٌ للمعنَى، نظَرَ إلى أنَّ السامعَ يسمعُ اللفظَ أولًا، ثم يفهمُ المعنَى، فهو ناظرٌ للسامعِ، لكن الأصحُّ: أنَّ المعنَى ظرفٌ للفظِ؛ لأنَّ المطردَ هو النظرُ إلى المتكلِّم دونَ السامِع؛ لأنه يتكلمُ ولا يوجدُ سامعٌ في بعضِ الأحيانِ، فالنظرُ للسامِع لا يطردُ، ومن ثمَّ كانَ القولُ بأن اللفظَ ظرفٌ للمعنى خلافَ الصحيحِ، وإن كانَ مشهورًا، ولذا أُجيبَ بأنَّ المعنَى لمَّا كانَ ثابتًا يَرِدُ عليه ألفاظٌ تؤدِّي بها وتبينها صارَ بيانُ اللفظ مستقرًّا في المعنى. فقولُه: إذا اتفقا على عقدٍ. على حذف مُضافٍ، أي: في بيانِ كذَا … إلخ. ويصحُّ أن يكونَ صفةً لخاتمةٍ إن كانت من قَبيلِ النكرةِ أو اسمِ الجنسِ، وأن يكونَ حالًا إذا كانت عَلَمَ شخصٍ أو علَمَ جنسٍ؛ لأنه معينٌ، ولفظُ النكرةِ واسمِ الجنس واحدٌ، وإنما

<<  <  ج: ص:  >  >>