للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الثاني: أن ما علته التشبه فالأصل فيه التحريم، لحديث من تشبه بقوم فهو منهم.

• ويجاب عن ذلك بأكثر من جواب:

الجواب الأول:

ذكر اشتمال اليهود في الحديث زيادة منكرة، تفرد بها محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة على اختلاف عليه في ذكرها، وأكثر الرواة عنه لم يذكروها، كما أن جميع أصحاب أبي هريرة ممن روى الحديث في الصحيحين وفي غيرهما لم يذكروها.

وقد سبق تخريج حديث أبي هريرة بالتفصيل في المبحث السابق، فأغنى ذلك عن إعادته هنا، ولله الحمد.

الجواب الثاني:

أن الأصل فيما كان علته التشبه أنه مكروه، وقد يرقى التشبه إلى الكفر، وقد ينزل إلى ما هو معدود في خلاف الأولى وهو أخف من المكروه، كالأمر في الصلاة بالنعال مخالفة لليهود، وكل ذلك يتوقف على القرائن، فإن خلا الحكم من القرائن فالأصل فيه الكراهة؛ لأنه هو المتيقن.

وأما حديث (من تشبه بقوم فهو منهم)، فقد رجح أبو حاتم أنه مرسل (١)، والمرسل وإن كان حجة عند جمهور الفقهاء إلا أن الصواب ما اختاره الشافعي وجمهور المحدثين أن المرسل ليس بحجة إلا بشروط لم تتوفر في مسألتنا، والله أعلم، وهي مسألة يراجع فيها كتب أصول الفقه.

الجواب الثالث:

أن الشافعية قد فرقوا بين اشتمال الصماء، واشتمال اليهود، ونقلنا كلامهم في الفصل السابق.

الجواب الرابع:

أن العلة في النهي عن اشتمال الصماء يرجع إلى ثلاث علل:

العلة الأولى: كونه لا يستطيع إخراج يديه ليتمكن من الركوع والسجود.


(١) انظر تخريجه في كتابي موسوعة الطهارة، الطبعة الثالثة (١٠/ ٢٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>