للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وحكى الفقيه الصنهاجي، أنه حضر مرة عند الشيخ تقي الدين بالمدرسة الفاضلية بالقاهرة، فسأل الشيخ الفقيه ابن المنير: ما الحجّة في كون عمل أهل المدينة حُجَّة؟ فقال: أو يتّجه غير هذا؟ وتكلم كلامًا طويلا، فلم يتكلم الشيخ معه، فلما خرج سئل الشيخ عن ترك الكلام معه، فقال: رأيت رجلًا لا يُنْتَصف منه إلا بالإساءة عليه.

وكان تيّاهًا متعاظمًا، وفيه يقول الشاعر الغزولي: شعر

أقول لخلٍّ قد غدا متكبّرا … عليَّ ترفّق إنني منك أكبر

فإن كنت في شكّ فعندي دليله … لأني غزولي وأنت منيّر

وخاطبه مرة بنون التعظيم، فقال فيه أيضًا: شعر

يعشق نون التعظيم حتى … لو قيل قدت قال قدنا

وتركت البيت الثاني.

وللفقيه نظم، أنشدني القاضي عبد العال بن عبد الوهاب ابن عبد الكريم السّعدي، قاضي دَرْشابة (١) بها، أنشدني الفقيه لنفسه، ما كتب به إلى قاضي القضاة سليمان الحنفي المنعوت بالصّدر، يشفع في شخص بخاري فقيه استشفع بالفقيه، فكتب إليه بقوله هذه الأبيات: شعر

فقيه جاء من أقصى بخارى … يؤمّل عندنا حسن الجوار

فنرعاه لحُسن الظن فينا … ونكرمه لإكرام البخاري

أحلناه على صدر البرايا … وقطب الوقت ذي السحب الغزار


(١) درشابة: إحدى قرى مركز الرحمنية التابع لمحافظة البحيرة بمصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>