للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المؤلف: يكفي اللوطي من البلاء اختلاطه يوم القيامة مع قوم لوط، وبعده من المؤمنين.

والثالثة: حسَّنَ المحسَّنات ليختبرك هل تحبها أو تحبه؟ فإن تركت ما يفنى عوضك الحق بما يبقى.

وجاء في الحديث: «من ترك شيئًا لله عوضه الله ما هو خير منه» (١)، فكثير من العباد نظروا (٢) لظاهر زينة الدنيا، فافتتنوا (٣)، ومن أيقظه الله تعالى نظر إلى باطنها، فرأى أولها حسنًا، وآخرها فناءً وبلاءً وحزنًا، فلما رأى (آخرها زهد في أولها) (٤)، فتركها قبل أن تتركه، وعمَّر قبره بالأعمال الصالحة، قبل أن يدخله، وعمل على رضَى مولاه قبل أن يلقاه.

قال بعض الأغنياء لفقير: ما لنا لا نحب الموت؟ قال: لأنكم عمرتم دنياكم، وأخربتم أخراكم، والإنسان لا يحب النقلة من العمارة إلى الخراب (٥).

ومن البدع ما يفعله بعض جهلة المسلمين، فيلبس مملوكه الجميل الذهب والحرير، فيزداد بذلك حسنًا على حسنه، فيشغل به القلوب، ويوقع العباد في المعاصي والذنوب، فيسقط السيد من عين علام الغيوب؛ لفعله ذلك، ولوقوفه بغير حاجة بين يديه، ولتمتعه بالنظر إليه، فيكون مبتدعًا عاصيًا من ثلاث وجوه، ونعوذ بالله من فعل الرابعة أن يوقعه الشيطان فيها.

أولها: لبس الذهب والحرير، وهما حرامان على ذكور هذه الأمة، والإثم على من ألبسه.

والثاني: النظر إليه بشهوة، وهذه والأولى حرامان على المسلمين (٦)


(١) سبق تخريجه.
(٢) في (ق): إذا نظر.
(٣) في (ق): افتتن.
(٤) في (خ، ب): أولها زهد في آخرها.
(٥) سبق تخريجه.
(٦) في (خ، ب): المؤمنين.

<<  <  ج: ص:  >  >>