للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هجموا على باب السلسلة، وقبضوا على الأمير يلبغا الناصرى، وأنزلوه من باب السلسلة فى يومه، وقيّدوه وأرسلوه إلى السجن بثغر الإسكندرية.

ثم أخلع السلطان على الأمير برقوق العثمانى، واستقرّ أمير آخور كبير، عوضا عن الأمير يلبغا الناصرى، وسكن بباب السلسلة؛ وأخلع على الأمير بركة الجوبانى، واستقرّ أمير مجلس، عوضا عن الأمير ألطنبغا السلطانى.

ومن العجائب أنّ برقوق كان جنديّا من مماليك يلبغا العمرى، فصار أمير طبلخاناة فى يوم واحد، ثم بقى مقدّم ألف، ثم بقى أمير آخور كبير، كل ذلك فى مدّة شهرين؛ فكانت لوائح (١) السلطنة لائحة عليه، والسعد طوعا لديه، وكان ما جرى من مسك هؤلاء (٢) الأمراء توطئة وتمهيدا لبرقوق، حتى ملك البلاد والعباد، وقام بدولة الجراكسة، كما سيأتى الكلام على ذلك فى موضعه.

ثم إنّ برقوق، وبركة، اقتسما الحكم فى أمور المملكة، فسبحان من يدبّر الأمر كله، ولا يحتاج إلى وزير.

وفى يوم الاثنين رابع عشرينه، خلع على الأمير جمال الدين يوسف بن مغلطاى الشرفى، واستقرّ فى ولاية القاهرة، عوضا عن حسين بن على الكورانى؛ وقبض على حسين الكورانى، واعتقل.

وفى شهر جمادى الأولى، فيه قدم الأمير طشتمر العلاى، نائب دمشق، فلما بلغ السلطان قدومه، نزل من القلعة، وتوجّه إلى لقائه، وكذلك سائر الأمراء، فلما وقعت عيّنه على السلطان، نزل عن فرسه، ثم قبّل الأرض وبكى (٣)؛ ونزل إليه سائر الأمراء، وسلّموا عليه، وأركبوه وساروا به إلى القاهرة، فشقّها فى موكب حفل، والسلطان والأمراء صحبته، وكان يوما مشهودا.

فلما طلع إلى القلعة أخلع عليه، واستقرّ أتابك العساكر بمصر، عوضا عن


(١) لوائح: لولالح.
(٢) هؤلاء: هذه.
(٣) وبكى: وبكا.