للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القول، فحنقوا منه، وقبضوا عليه؛ ثم إنّهم قبضوا على الأمير ألطنبغا السلطانى، وعلى الأمير مبارك الطازى، وقيّدوهم، وأرسلوهم إلى السجن بالإسكندرية، فسجنوا بها.

ثم فى ذلك اليوم أخرج البريد من وقته وساعته لإحضار الأمير طشتمر، نائب الشام.

ثم أشيع أنّ الأتابكى أينبك ظهر بعد اختفائه، وأتى بمفرده إلى بيت الأمير بلاط الصغير، فطلع به إلى عند الأمير يلبغا الناصرى، وكان يومئذ هو المتصرّف فى أمور المملكة، فلما وقعت عينه على الأتابكى أينبك وبّخه بالكلام، ثم قيّده، وقبض على شخص معه فى ذلك اليوم من الأمراء الطبلخانات، يقال له:

نعناع، فلما قيّدهما بعث بهما إلى السجن بثغر الإسكندرية، فسجنا بها، وألحقهما (١) بالأمراء الماضى ذكرهم.

وفيه أنعم على كل من الأمير برقوق العثمانى، والأمير بركة الجوبانى، بتقدمة ألف. - وفيه استقرّ الأمير يلبغا الناصرى، أمير آخور كبير، وسكن بالاصطبل، كما كان الأمير أينبك ساكنا.

وفيه وقف جماعة من العامّة إلى السلطان، وطلبوا منه أن يعزل عنهم الدميرى من الحسبة، ويعيد إليهم محمود العجمى، ففعل ذلك، وعزل شمس الدين محمد الدميرى من الحسبة، وقرّر بها محمود العجمى، عوضا عنه.

وفيه قدمت الأخبار من دمشق، بأنّ الأمير طشتمر، نائب الشام، لما ورد عليه مرسوم السلطان بما وقع للأمير أينبك، وأنّه سجن بثغر الإسكندرية، وأنّ الأمير طشتمر يحضر إلى مصر ليلى الأتابكية الكبرى، عوضا عن الأمير أينبك البدرى، وأنّ الأمير آقتمر الحنبلى، يستقرّ فى نيابة الشام، عوضا عن الأمير طشتمر، فسرّ بذلك وأصرف ما كان جمعه من العساكر بسبب محاربة الأمير أينبك، فإنّه كان يقصد التوجّه إلى مصر، والتفّ عليه جماعة كثيرة من النوّاب، وقصدوا الفتك بالأتابكى أينبك، فكفاهم الله أمره من غير قتال.


(١) وألحقهما: وألحقهم.