للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منقاره كبطنه … والعين منه فى الذنب

وله ملغزا فى ثعلب:

عجبى من حيوان … لم يزل بالصيد يطلب

فيه مكر وخداع … وهو بالتصحيف يغلب

وقوله:

أفديه ساجى الجفون حين رنا … أصاب منّى الحشا بسهمين

أعدمنى الرشد فى هواه ولا … أفلح شئ يصاب بالعين

وقوله:

لقد شبّ جمر القلب من فيض عبرتى … كما أنّ رأسى شاب من موقف البين

فإن كنت ترضى لى مشيبى والبكا … تلقّيت ما ترضاه بالرأس والعين

قال الشيخ شهاب الدين بن أبى حجلة: كان الصلاح الصفدى يسرق من معانى الناس فى الأدبيات وينسبها إلى نفسه، وقد وقع له مع الشيخ جمال الدين بن نباتة ما ذكره فى كتاب «خبز الشّعير»، وأظهر سرقات الصلاح الصفدى فيه؛ فلما أن تزايد هذا الأمر من الصلاح الصفدى، فقلت فى معنى ذلك، وهو قولى:

إنّ ابن أيبك لم تزل سرقاته … تأتى بكل قبيحة وقبيح

نسب المعانى فى النسيم لنفسه … جهلا فراح كلامه فى الرّيح

وفى هذه السنة عزل قاضى القضاة الحنبلى تقىّ الدين بن عمر؛ وولى الشيخ موفّق الدين عبد الله بن محمد، فأقام فى هذه الولاية نحو خمسة عشر يوما، ثم أعيد قاضى القضاة تقىّ الدين بن عمر؛ وكان سبب ذلك أنّ الأتابكى يلبغا أرسل خلف قاضى القضاة تقىّ الدين، وقت القايلة (١)، وكان يوما شديد الحرّ، فلما جاءت إليه رسل يلبغا، وجدوا القاضى نائما، فقالوا لهم الرسل: «نبّهوه من النوم يكلّم الأمير يلبغا»؛ فلما نبّهوه من النّوم، قال: «ما الخبر»؟ قالوا له: «رسل الأمير يلبغا يطلبوك (٢)»؛ فانزعج لذلك، وقال: «ولأجل هذا تنبّهونى (٣) من النّوم؟


(١) القايلة، يعنى: القيلولة.
(٢) يطلبوك: كذا فى الأصل.
(٣) تنبهونى: كذا فى الأصل.