للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى يوم الثلاثاء ثامنه عزم السلطان على قرقد بيك بن عثمان فى الميدان، ولعب السلطان والأمراء قدّامه بالكرة، ومدّ له أسمطة حافلة بالبحرة التى بالميدان، ولم يحضر فى ذلك المجلس سوى ابن عثمان وجماعته، ثم إن ابن عثمان تكلّم مع السلطان فى أمر الأمير أزبك المكحّل الذى نفى إلى دمياط بسبب الأتابكى قيت الرجبى كما تقدّم، فلما قدم ابن عثمان إلى دمياط ترامى عليه أزبك المكحّل بأن يشفع فيه عند السلطان أن يعود إلى مصر ويقيم بها بطّالا، فشفع فيه ابن عثمان فى ذلك المجلس وباس يد السلطان، فرسم بإحضاره إلى مصر، فلما أراد ابن عثمان الانصراف أخلع عليه السلطان كاملية تماسيح على أحمر (١) وأركبه فرس بوز بسرج ذهب وكنبوش. - وفى يوم الجمعة حادى عشره عمل السلطان المولد النبوى، واجتمع الأمراء والقضاة الأربعة على العادة، وحضر قرقد بيك بن عثمان، فلما طلع قام له السلطان وأجلسه عن ميمنته فوق المرتبة التى هو جالس عليها فوق القاضى الشافعى، وفى ذلك اليوم لبس السلطان الشاش والقماش، ولم يكن عادة أن السلطان يلبس الشاش والقماش فى المولد وإنما فعل ذلك لأجل ابن عثمان، وأظهر السلطان فى ذلك اليوم غاية العظمة بخلاف كل سنة. - وفى يوم الخميس سابع عشره أخلع السلطان على الأمير طقطباى نائب القلعة أحد الأمراء المقدمين وقرّره أمير حاج بركب المحمل، وقرر مغلباى الزردكاش بالركب الأول. - وفيه عرض السلطان جماعة من المماليك وأولاد الناس وعين منهم جماعة إلى الطينة يقيمون بها سنة فى الأبراج التى أنشأها هناك، ويصيرون بالنوبة كلما مضت سنة [يأتى تلك الجماعة ويتوجه] (٢) خلافهم إلى هناك ويقيمون بها سنة كاملة. - وفى يوم السبت تاسع عشره حضر أزبك المكحّل من دمياط، وكان منفيا بها فشفع فيه قرقد بيك بن عثمان كما تقدم ذكر ذلك، فلما حضر أخلع عليه السلطان ونزل إلى داره، ورتب له ما يكفيه من الذخيرة بغير إقطاع واستمرّ طرخانا. - وفيه أخلع السلطان على علىّ البرماوى وقرّره


(١) أحمر: أحمد.
(٢) يأتى … ويتوجه: يأتوا … ويتوجهون.