للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأخذه أمير مصر كافور الإخشيدى من الماء، وألقاه فى البرّ، فبطل فعله.

ومنها كان بقرية من قرى الصعيد، قرية يقال لها دشقا، سنطة، إذا تهدّدت بالقطع تذبل وتجمع أوراقها، فإذا قيل لها: قد عفونا عنك (١) من القطع، فتتراجع أوراقها كما كانت، وهذا من العجائب التى لم يسمع بمثلها.

ومنها، قال ابن نصر المصرى: كان على باب قصر الشمع، عند الكنيسة المعلّقة، صنم من نحاس أصفر، على خلقة الجمل، وعليه شخص راكب، وله عمامة مثل العرب، وفى رجليه نعلان من جلد، كانت القبط إذا تظالموا، واعتدى بعضهم على بعض، تحاكموا إليه، ويقفون (٢) بين يدى ذلك الصنم،، ويقول المظلوم للظالم: إن أنصفتنى قبل أن يخرج هذا الراكب الجمل، فيأخذ الحقّ لى منك، شئت أم أبيت؛ يعنون بالراكب النبى، ؛ فلما فتح عمرو بن العاص مصر، أخفت القبط ذلك الصنم، لئلا يكون حجّة عليهم.

قال القضاعى: ولو بسطت عجائب مصر كلها، لجاء منها عدد كثير لا يحصى، وليس فى بلد شئ عجيب، إلا وفى مصر مثله، أو أعجب منه، انتهى ذلك.


(١) عنك: عنكى.
(٢) ويقفون: ويقفوا.