للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منفصلا عن نظر الأوقاف والمتحدث بها يومئذ ناظر الخاصّ علاى الدين بن الإمام. - وفيه جاءت الأخبار من مكة بأن بك باى دوادار الأتابكى أزبك قد احتال على الجازانى ابن أمير مكة الذى جرى منه ما تقدّم ذكره، فقتلته المماليك المجاورون بمكة حين دخل إلى الحرم، فلما تحقّق ذلك سرّوا الناس لهذا الخبر وكان الجازانى هذا جاهلا عسوفا سفّاكا للدماء، وجرى منه أمور شتى والتفّ عليه عربان قبيلة بنى إبراهيم وحصل منه غاية الضرر كما تقدّم.

وفى رمضان خسف جرم القمر عند آخر الليل واستمرّ فى الخسوف نحوا من عشرين درجة. - ومن الحوادث أن فى سابع عشر هذا الشهر قبض الوالى على أربعة أنفار من الأعوام (١) وجدهم فى بستان ومعهم امرأة وهم يأكلون ملوحة بالنهار وربما قيل كانوا سكارى، فلما قبض عليهم هربت تلك الامرأة فقبض على الرجال وضربهم بالمقارع وأشهرهم فى القاهرة ثم سجنهم بالمقشرة فأقاموا مدّة طويلة.

وفى شوال وقعت حادثة وهو أن الشريف بركات أمير مكّة الذى كان مقيما ببيت الأتابكى قيت هرب هو وأخوته من بيت الأتابكى قيت الذى بالأزبكية، وكان السلطان قرّر على الشريف بركات وأخوته مالا له صورة فما وافقوا على ذلك وهربوا على حين غفلة، فلما بلغ السلطان ذلك تنكّد ولام الأتابكى قيت على ذلك، ووقع فى المجلس بعض تنافس بين الأمير قرقماس أمير سلاح والأتابكى قيت وقال قرقماس لقيت: هذا كله شغلك أنت الذى هرّبته من بيتك، فاتّسع بينهما الكلام حتى دخل بينهما السلطان بالصلح فاصطلحوا صلحا على فساد وكان من أمرهما ما سنذكره فى موضعه. وفيه خرج الحاجّ من القاهرة وكان أمير ركب المحمل الأمير أنص باى أحد المقدمين، وبالركب الأول تانى بك الأبح أحد الأمراء الطبلخانات، ولم يحجّ فى تلك السنة امرأة لفساد العربان بطريق مكّة.


(١) الأعوام: كذا فى الأصل، ويعنى «العوام».