للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تاريخ مصر فى عصر المماليك من كتاب السلوك للمقريزى، إلى التبر المسبوك فى ذيل السلوك للسخاوى، فالنجوم الزاهرة لأبى المحاسن، وأخيرا بدائع الزهور فى وقائع الدهور لابن إياس.

وكان نتيجة لذلك أننا لم ننشر الثمان والتسعين ورقة الأولى من مخطوط فاتح رقم ٤١٩٨، التى تسبق بداية المتن فى الجزء الثالث، وهى تشمل تاريخ الفترة من شهر ربيع الأول سنة ٨٥٧ (١٤٥٣) إلى شهر رجب سنة ٨٧٢ (١٤٦٨)، أى أخبار عصور السلاطين أينال وأحمد بن أينال وخشقدم وتمربغا.

غير أنه تبين لى من مقارنة ما كتبه ابن إياس فى هذا القسم من تاريخه، بما أورده أبو المحاسن من أخبار عن نفس هذه الفترة فى كتابيه النجوم الزاهرة وحوادث الدهور، أن أنباء بعض الشهور ناقصة فى هذين الكتابين الأخيرين، وأن أبا المحاسن لم يكتب عن كل الحوادث التى ذكرها ابن إياس. وقد دفعنى ذلك إلى أن أنشر هذا القسم فى سنة ١٩٥١ بين مطبوعات الجمعية المصرية للدراسات التاريخية بعنوان «صفحات لم تنشر من بدائع الزهور فى وقائع الدهور».

هذا إلى جانب أننى لاحظت أن ابن إياس يذكر ما انطبع فى ذاكرته من عهد طفولته، وأنه يروى ما رآه بنفسه فى صباه، فيقول مثلا (١) إنه «أدرك» أتابك العساكر أحمد بن الملك الأشرف أينال لما خرج إلى الحج، ثم لما حضر من الحج (٢)، ويقارن بين موكب عودته، وموكب عودة ابن السلطان الغورى من الحجاز. والمعروف أن أحمد بن أينال رجع من الحج فى شهر المحرم سنة ٨٦٢ (١٤٥٧)، أى أن ابن إياس كان حينئذ فى نحو التاسعة من عمره.


(١) راجع ما يلى هنا ص ٤٤٠ س ٨.
(٢) انظر «صفحات لم تنشر». ص ٥٠ س ٨ وما بعده وح ٤.