للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المقنزعة والسراقوش، ولم يلتفتن إلى تحجير السلطان عليهن فى ذلك. - وفيه أخلع على برسباى الشرفى وقرّر فى أمرة (١) الحاج بالمحمل، وكان قد أعفى من ذلك، وقرّر يشبك الجمالى فى أمرة الحاج، ثم بطل وقرّر بها برسباى الشرفى. - وفيه أخلع السلطان على البدرى بدر الدين بن مزهر بن القاضى كاتب السرّ، وقرّر فى نظر الخاص، عوضا عن تاج الدين بن المقسى بحكم صرفه عنها بموجب ما تقدّم له، وكان بدر الدين بن مزهر صغير السنّ لم يلتح حين قرّر فى نظارة الخاص.

وفى شعبان نزل السلطان إلى خليج الزعفران، وقد أضافه الزينى أبو بكر بن عبد الباسط، فأقلم عنده إلى آخر النهار، وعاد إلى القلعة. - وفيه انتهت مواكب الاصطبل، وقد ضبط ما فرّقه السلطان على الفقراء وأرباب الديون فى هذه المدّة، فكان نحوا من ثمانمائة دينار. - وفى هذا الشهر ظهر بالسماء نجم وله ذنب مستطيل، فكان يظهر من جهة المغرب، ثم صار يظهر من جهة المشرق.

وفيه خرج الأمير قانى باى صلق وتوجّه إلى جهة حلب، وعلى يده كوامل الشتاء للنواب، وعدّة خلع للأمير يشبك برسم من يرد عليه من التركمان، وأرسل على يده نحوا من أربعين ألف دينار برسم توسعة للعسكر. - وفيه عرض السلطان محابيس المقشرة وأطلق منهم جماعة، وكان به شخص له نحو من ثلاثين سنة، فعمل مصلحته، ووزن عنه للمداينين مبلغا له صورة وأطلقه.

وفيه نزل السلطان وعدّى إلى برّ الجيزة، فأضافه هناك شخص من عرب اليسار يقال له محمد بن برقع، فمدّ له أسمطة حافلة، فبات عنده، ثم عدّى وتوجّه إلى شبرا، وطلع من هناك وتوجّه إلى العباسة، فأضافه هناك الشيخ بيبرس بن شعبان شيخ العرب، وأقام بالعباسه أياما، ثم عاد إلى القلعة. - وفيه توفى الأمير طوخ الأبوبكرى المؤيدى، الذى كان زردكاشا ونفى إلى ثغر دمياط، ثم شفع فيه وعاد إلى القاهرة، ثم مات وهو بطال، وكان لا بأس به.

وفى رمضان رسم السلطان للقاضى عبد الغنى بن الجيعان بأن يفرّق على الفقهاء


(١) أمرة: أمر.