للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غاية النفع لأهل مكة، وكان لهذه (١) العين نحو من مائة سنة وكسور وهى معطّلة عن الجريان، وكان جوبان أجرى ماءها ثم تعطّلت من بعده حتى أجراها السلطان.

وفى رمضان نفق على الجند الكسوة، ونفق على المماليك المعيّنين للتجريدة نفقة (٢) السفر، لكل مملوك مائة دينار وكسوة عشرة دنانير؛ فاستمرّ يفعل ذلك ثلاثة أيام متتابعة، حتى انتهى ذلك. - وفى هذا الشهر كانت وفاة الأديب البارع الفاضل الشهاب الحجازى أحمد بن محمد بن على بن حسن بن إبراهيم الأنصارى الخزرجى الشافعى، وكان عالما فاضلا بارعا فى الأدب، وله عدّة مصنّفات فى الآداب، منها: كتاب روض الآداب والقواعد فى المقامات، وشرح المعلقات، وقلائد النحور فى جواهر البحور، والتذكرة، وغير ذلك من الكتب النفيسة، وكان ظريفا، لطيف الذات، كثير النوادر، عشير الناس، حسن المحاضرة، وله شعر جيّد، فمن ذلك قوله:

فى خندس الليل أتانا فتى … ونادم القوم فبئس النديم

فقلت للأصحاب لمّا أتى … قد جاءنا فى جنح ليل بهيم

ومن تضامينه اللطيفة:

قصدت رؤية خصر مذ سمعت به … فقال لى بلسان الحال ينشدنى

انظر إلى الردف تستغنى به وأنا … مثل المعيدىّ فاسمع بى ولا ترنى

وكان مولده فى أوائل قرن الثمانمائة، فلما مرض الشهاب الحجازى بعث إليه الشهاب المنصورى بهذين البيتين وهما:

قيل الشهاب سقيم قلت وا أسفا … ما بال أحمد لا يخلو من العلل

وزن الرقايق من أضحى يحرّرها … ووصفه بفنون العلم والعمل

فلما توفى الشهاب الحجازى رثاه الشهاب المنصورى بهذه الأبيات:

زادنى فقد الحجازىّ شجى … هل يطيب العيش مع فقد الحجا

لو درى القمرىّ أبدا نوحه … أو غراب البين فيه شجّجا


(١) لهذه: لهذا.
(٢) نفقة: نفقت.