للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى شوال، خرج المحمل من القاهرة، وكان أمير الركب أينال الششمانى، فساروا ركبا واحدا. - وفيه وقع بالقاهرة حرق [فى] (١) أماكن عديدة، حتى ضجّ الناس من ذلك، واحترق لبرهان الدين المحلى التاجر دار بشاطئ النيل، قيل إن مصروفها نحو من خمسين ألف دينار. - وفيه كسفت الشمس بعد العصر، حتى ظهرت النجوم فى السماء، وأظلم الجو.

وفيه جاءت الأخبار بأن السلطان دخل إلى آمد ونزل عليها، فوقع بينه وبين قرايلك وقعة (٢) عظيمة، وقتل بها جماعة من المماليك السلطانية، وقتل بها شخص من الأمراء العشروات، يقال له تانى بك المصارع، أحد رءوس النوب، وقتل الأمير سودون ميق الظاهرى أحد المقدّمين، وكان جرح فى الوقعة (٢) فقعد أياما ومات.

ثم بلغ السلطان أن قرايلك أشغل العسكر بنهب بعض (٣) ضياع آمد، وطلب التوجّه إلى حلب، فيطرقها على حين غفلة، فجهّز له السلطان جماعة من العسكر، فأدركوه بالقرب من الفرات، فحصل بينهما وقعة (٢) على شاطئ الفرات (٤)، فقتل من العسكر جماعة كثيرة، وغرق فى الفرات (٤) الأكثر، فرجع قرايلك.

ثم إن السلطان أخذ فى حصار قلعة آمد، ونصب عليها المناجيق، فطال الحصار عليها حتى تقلّق العسكر، ووقع بسبب ذلك أمور يطول شرحها، وتقلّب العسكر على السلطان هناك، وقصد الوثوب عليه، فلما تحقّق السلطان ذلك، عزم على الرحيل من آمد والتوجّه إلى حلب، وكان وقع الغلاء بآمد حتى عزّت الأقوات (٥)، حتى علف البهائم والخيل، فضجّ العسكر من ذلك، فصنّفوا هناك غنوة، وهم يقولون من أبيات:

فى آمد رأينا العونة … فى كل خيمة مرجونة

الغلام نهاروا يطحن … والجندى يجيب المونة


(١) [فى]: تنقص فى الأصل.
(٢) وقعة: كذا فى الأصل.
(٣) ينهب بعض: ببعض نهب.
(٤) الفرات: الفراة.
(٥) الأقوات: فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٣٧ ب: الأقوات وكذلك الشعير للخيل.