للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونودى فى القاهرة بالزينة، فزيّنت، وفى [ذلك] (١) يقول القائل:

الشكر لله الذى قد شفى … سلطاننا ذى النعم الوافية

وقد عفت أوصابه كلها … والحمد لله على العافية

وأما الأمير شيخ، فإنّه قدم إلى غزّة، ومعه جكم، وقرا يوسف، فى نحو الخمسمائة فارس، معظمهم أصحاب قرا يوسف، وقد غنموا شيئا كثيرا، وفرّوا به.

وتمزّقت عساكر الأمير شيخ، وتلفت أمواله، وخيوله، ومضى إلى دمشق، فقدمها يوم الجمعة ثامن عشرينه، بعد ما نهب اللجون، وخرج إليه بكتمر، نائب صفد، وشيخ السليمانى، نائب طرابلس، وقد قدم صفد، فى نحو المائتين؛ فتبعاه إلى عقبة فيق، فلم يدركاه، وتخطّفا من أعقابه بعض خيل.

فوجد السلطان أحمد بن أويس، صاحب بغداد، قد فرّ من دمشق، فى ليلة الأحد سادس عشره، وكان قد تأخّر بدمشق، ولم يتوجّه مع الأمراء إلى مصر؛ فأوقع الأمير شيخ الحوطة ببيوت الأمراء الذين (٢) خامروا عليه.

وأما حلب، فإنّ الأمير جكم، لما سار عنها، ثار بها عدّة من أمرائها، ورفعوا سنجق السلطان بباب القلعة، فاجتمع إليهم العسكر، وحلفوا للسلطان، فقدم ابنا شهرى، الحاجب، ونائب القلعة، من عند البياضية، إلى حلب، وقام بتدبير الأمور الأمير يونس الحافظى، وامتدّت أيدى عرب العجل ابن نعير، وتراكمين ابن صاحب الباز، إلى معاملة حلب، فقسّموها، ولم يدعوا لأحد من الأمراء والأجناد شيئا من المغل.

وفيه، فى سادس عشرينه، أشيع بمكّة أنّ ركب العراق قدم صحبة ابن تمرلنك، بعسكره، فاستعدّ الشريف حسن بن عجلان، أمير مكّة، إلى لقائه؛ وكشف عن الخبر، فتبيّن أنّ محمل العراق قدم، ومعه حاج ضعفاء، بغير عسكر.

فلما قضوا مناسك الحج، تأخّروا بعد مضىّ الركب المصرى يوما، ثم قاسوا طول الكعبة وعرضها، وعدّوا عمد المسجد الحرام، وأبوابه.


(١) [ذلك]: تنقص فى الأصل.
(٢) الذين: الذى.