للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بدمشق، وهو خراب منذ أحرقه التمرية، بعد ما نودى فى الناس بذلك، فشهدها جماعة، هذا وجميع مدينة دمشق خراب لا ساكن بها؛ وقد بنى الناس خارجها، وسكنوا هناك، وصاروا ينقلون ما عساه يوجد بالمدينة من الأحجار ونحوها، وبنى بذلك فى ظاهر المدينة، حتى أزالوا ما بقى من آثار الحريق، وصارت مدينة دمشق كيمانا.

وفيه، فى ثامن عشر [ينه] (١)، خرج الأمير دقماق لقتال الأمير دمرداش، وقد قدم فى جمائع التركمان، فأقبل الأمير نعير لقتاله أيضا، فانهزم، وأخذت أكثر أثقاله.

وفيه كتب باستقرار الأمير صروق (٢) فى كشف بلاد الشام، لدفع العربان عنها، فأوقع بهم، وأكثر من القتل فيهم.

وفى جمادى الأولى (٣)، فيه، قرّر ألطنبغا العثمانى، فى نيابة غزّة، عوضا عن صرق (٤). - وفيه حضر الأمير شيخ المحمودى، الذى كان نائب طرابلس، وأسره تمرلنك، ففرّ منه وأتى إلى مصر، ففرح به السلطان، وخلع عليه، وأعاده إلى نيابة طرابلس، كما كان، وخرج إليها مبادرا. - وفيه توفّى الشيخ برهان الدين الملكاوى الدمشقى الشافعى، وكان من أعيان العلماء بدمشق.

وفيه جاءت الأخبار من دمشق، بأن كثر بها المناصر جدّا، فقبض النائب عليهم، وعلّقهم بكلاليب فى أفواههم، وكبس بيوتهم، فوجدوا فيها أشياء كثيرة من قماش ونحاس وغير ذلك، فأحضروا ذلك بين يدى النائب، وصار كل من عرف له شيئا أخذه؛ فلما بلغ السلطان ذلك شكر النائب على هذه الفعلة، وأرسل له خلعة.

وفى جمادى الآخرة، فيه، فى يوم الاثنين خامسه، صرف قاضى القضاة ناصر الدين محمد بن الصالحى عن قضاة (٥) القضاة بديار مصر؛ واستقرّ القاضى جلال الدين عبد الرحمن بن شيخ الإسلام سراج الدين عمر البلقينى، قاضى العسكر، فى قضاة [القضاة الشافعية بديار مصر] (٦)؛ وكان القائم فى ولايته الأمير سودون طاز، وسعى جلال الدين


(١) [ينه]: بياض فى الأصل.
(٢) صروق: كذا فى الأصل.
(٣) الأولى: الأول.
(٤) صرق: كذا فى الأصل.
(٥) قضاة: قضا.
(٦) القضاة الشافعية بديار مصر: القضاة بديار مصر الشافعى.