للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى أشهد عليه بالالتزام ذلك، وإلزامه سائر النصارى بديار مصر، وألزم سائر مدولبى الحمامات، أن لا يمكّنوا يهوديّا ولا نصرانيّا من الدخول بغير جرس فى عنقه، فقام الأمير تمراز، نائب الغيبة، فى معارضته.

وفيه، فى يوم السبت هذا، نزل تمرلنك إلى قطنا (١)، فملأت جيوشه الأرض، وركب طائفة منهم إلى العسكر وقاتلوهم، فخرج السلطان من دمشق، يوم الثلاثاء ثامن عشره، إلى قبّة يلبغا، فكانت وقعة انكسرت ميسرة العسكر، وانهزم أولاد الغزّاوى إلى ناحية حوران، وجرح جماعة، وحمل تمرلنك حملة منكرة ليأخذ بها دمشق، فدفعته عساكر السلطان.

وفيه، فى عشرينه، نادى الأمير تمراز بالقاهرة: «من كانت له ظلامة، فعليه يبيت الأمير تمراز، نائب الغيبة، وأنّ اليهود والنصارى على حالهم، كما كانوا فى أيام الملك الظاهر»، فبطل ما أمر به السالمى.

وفيه أمر السالمى أن يضرب دنانير الذهب، محرّرة الوزن، على أنّ كل دينار مثقال سوا، وعزم على إبطال المعاملة بالدنانير الإفرنتية المشخّصة، فضرب الدينار السالمى وتعامل الناس به عددا، ونقش عليه السكّة الإسلامية.

وفيه، فى ثانى عشرينه، قدم البريد من السلطان أنّه دخل دمشق، يوم الخميس سادسه، وأقام بقلعتها إلى يوم السبت ثامنه، ثم خرج إلى مخيّمه ظاهر المدينة، عند قبّة يلبغا، فحضر جاليش تمرلنك، وقت الظهر، من جهة جبل الثلج، وهو نحو الألف فارس، فسار إليهم مائة فارس من عساكر السلطان وكسروهم، وقتلوا منهم جماعة.

وأنّه حضر فى تلك الليلة عدّة من عسكر تمرلنك للطاعة، وأخبروا بنزول تمرلنك على البقاع العزيزى: «فلتكونوا على حذر، فإنّ تمرلنك كثير الحيل والخداع والمكر»، فدقّت البشائر بقلعة الجبل ثلاثة أيام.

وفيه، فى خامس عشرينه، قدم البريد من السلطان، فاستدعى الأمير تمراز، نائب الغيبة، شيخ الإسلام البلقينى، وولده جلال الدين عبد الرحمن، قاضى العسكر،


(١) قطنا: قطيفا.