بعد أن قبض عليه، أفرج عنه، وحكى ما نزل من البلاء بأهل حلب؛ وأنّه قال لنائب الغيبة بدمشق أن يخلى بين الناس وبين الخروج منها، فإنّ الأمر صعب؛ وأنّ النائب لم يمكّن أحدا من المسير.
وفيه، لما بلغ السلطان ذلك، خرج، هو والأمراء، من يومه، من غير أطلاب، ونزل بالريدانية ظاهر القاهرة، وتبعه الخليفة المتوكّل، والقضاة الأربعة، وهم: صدر الدين المناوى، الشافعى، وابن خلدون، المالكى، وموفّق الدين الحنبلى؛ إلا قاضى القضاة جمال الدين يوسف الملطى، الحنفى، فإنّه أقام بمصر لمرضه؛ ولزم الأمير يشبك قاضى القضاة ولىّ الدين عبد الرحمن، بالسفر إلى دمشق، وسائر الأمراء، من الأكابر والأصاغر؛ وأقام السلطان بالريدانية يومين، ثم رحل عنها.
وفيه عيّن السلطان الأمير تمراز، أمير مجلس، لنيابة الغيبة، وأقام من الأمراء، الأمير جكم العوضى، يحكم بين الناس، فى المدينة، فى عدّة من الأمراء؛ وترك يلبغا السالمى، الأستادار، وجماعة من الحجّاب، وأمر الأمير تمراز بعرض أجناد الحلقة، وتحصيل ألف جمل، وألف فرس، وإرسال ذلك مع من يقع عليه الاختيار من أجناد الحلقة.
وفيه استقرّ الأمير أرسطاى من خجا على، فى نيابة الإسكندرية، عوضا عن أمير فرج، بعد موته، وكان أرسطاى، منذ أفرج عنه الأمير نوروز، قد أقام بثغر الإسكندرية بطّالا، فوردت إليه الولاية بالتقليد والتشريف.
وفيه، فى خامسه، نودى على أجناد الحلقة، بالحضور، للعرض فى بيت الأمير تمراز، وهدّد من تأخّر عن الحضور؛ وخرج البريد إلى أعمال ديار مصر، بالوجهين القبلى والبحرى، بجمع أقوياء أجناد الحلقة من الريف، وبتجهيز العربان للخروج إلى حرب تمرلنك.
وفيه، فى يوم الجمعة ثامنه سار جاليش السلطان، وفيه من الأمراء الأكابر: بيبرس، الأتابكى، ابن أخت السلطان الملك الظاهر، وبكتمر الركنى، أمير سلاح، ونوروز الحافظى، رأس نوبة النوب، وآقباى الطرنطاى، حاجب