للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اجْتَمَعَتْ هَمْزَتَانِ لَيَّنُوُا الثَّانِيَةَ.

وَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو كِلَيْهِمَا بِالْمَدِّ عَلَى الِاسْتِفْهَامِ.

وَقَرَأَ الْبَاقُونَ «أَئِنَّ» بِهَمْزَتَيْنِ عَلَى الْأَصْلِ.

- وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ}.

رَوَى حَفْصٌ عَنْ عَاصِمٍ: {تَلْقَفُ} بِسُكُونِ اللَّامِ وَتَخْفِيفِ الْقَافِ مِنْ لَقِفَ يَلْقَفُ مِثْلُ: عَلِمَ يَعْلَمُ، وَمَعْنَاهُ: يَلْتَقِمُ الشَّيْءَ وَيَلْتَهِمُهُ، وَذَلِكَ أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا عَايَنَ السَّحَرَةَ وَكَيْدَهُمْ وَمَا قَدِ اخْتَلَقُوهُ أَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَبْتَلِعُ مَا صَنَعُوهُ.

وَقَرَأَ الْبَاقُونَ: «تَلَقَّفُ» أَرَادُوا: تَتَلَقَّفُ فَخَزَلُوا إِحْدَى التَّاءَيْنِ مِثْلُ: «يذكر» و «وَتَسَاقَطُ‍» فِيمَنْ خَفَّفَ.

وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ فِي رِوَايَةِ ابْنِ أَبِي بَزَّةَ «فَإِذَا هِيَ تَّلَقَّفُ» بِتَشْدِيدِ التَّاءِ، أَرَادَ: تَتَلَقَّفُ فَأَدْغَمَ، وَمِثْلُهُ: «نَارًا تَلَظَّى» «وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ».

- وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ}.

فِيهِ خَمْسُ قِرَاءَاتٍ:

قَرَأَ عَاصِمٌ فِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ وَحَمْزَةَ وَالْكِسَائِيِّ «أأمنتم» بِثَلَاثِ أَلْفَاتٍ، الْهَمْزَةُ الْأُولَى تَوْبِيخٌ فِي لَفْظِ‍ الِاسْتِفْهَامِ.

وَالثَّانِيَةُ: أَلِفُ الْقَطْعِ.

وَالثَّالِثَةُ سَنَخِيَّةٌ، وَالْأَصْلُ فيه دخول التوبيخ «أأمنتم» بِهَمْزَةٍ بَعْدَهَا أَلِفٌ مُلَيَّنَةٌ، الْأَصْلُ: اآمَنْتُمْ فَخَفَّفَ مِثْلُ: آدَمَ وَآزَرَ.

وَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَنَافِعٌ بِتَلْيِينِ الثَّانِيَةِ وَالثَّالِثَةِ «آامَنْتُمْ».

وَرَوَى حَفْصٌ عَنْ عَاصِمٍ: {قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ} عَلَى لَفْظِ‍ الْخَبَرِ بِغَيْرِ اسْتِفْهَامٍ، فَقَالَ الْفَرَّاءُ: آمَنْتُمْ: صَدَّقْتُمْ وَآامَنْتُمْ بِالِاسْتِفْهَامِ أَجَعَلْتُمْ لَهُ الَّذِي أَرَادَ.

وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ فِي رِوَايَةِ ابْنِ أَبِي بَزَّةَ عَنْ أَبِي الْإِخْرِيطِ‍: «قَالَ فِرْعَوْنُ وَآمَنْتُمْ» يَلْفُظُهُ كَالْوَاوِ وَلَا هَمْزَةَ بَعْدَهَا، فَيَكُونُ هَذَا عَلَى أَنْ أَشْبَعَ ضَمَّةَ نُونِ فِرْعَوْنَ حَتَّى صَارَتْ كَالْوَاوِ، كَمَا رَوَى وَرْشٌ، عَنْ نَافِعٍ: «نَعْبُدُو وَإِيَّاكَ نستعين» بِإِشْبَاعِ الضَّمَّةِ وَهُوَ لُغَةٌ لِلْعَرَبِ، قَالَ زَيْدُو، وَجَاءَنِي بَكْرُو، وَقَالَ الْأَعْشَى: وَيْلِي عَلَيْكَ وَوَيْلِي منك يا رجلو و {آمنتم} على الخبر.

<<  <   >  >>