للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أتذكرون المحطة القديمة، محطة الإسكندرية؟

لقد كان الداخل إليها يشعر بأنه يفد على أطلال، وقد عزّ ذلك على الملك فؤاد رحمه الله فأشار بأن يكون للإسكندرية محطة تناسب ماضيها الجليل وحاضرها الجميل

ومحطة القاهرة هي رابع محطة في العالم من حيث الفخامة والرونق، فكيف يجوز أن ندخل إلى القاهرة في مضايق محفوفة بمنازل محرومة من نضرة النعيم؟

يجب أن تسارع الحكومة إلى تجميل مدخل القاهرة، فمن العيب أن تكون لها تلك الحواشي المطرَّزة بأكواخ البائسين

ويوم يتمّ ذلك أستطيع أن أتحدث في موضوع جديد هو تغيير الشاطئ الذي تدخل فيه البواخر إلى (عروس الماء)

فالشاطئ الذي يستقبل البواخر مطرَّزٌ بحواش يُقْذِى مرآها العيون. ويجب تغييره أو تجميله في أقرب فرصة، فما يجوز أن يكون أول ما يقع عليه البصر عند دخول الإسكندرية شوارع ضيقة ومنازل دميمة وحوانيت ترجع في تكوينها إلى ما قبل التاريخ

الجَمال، الجَمال، الجَمال!!!

ليس الحديث عن الجمال هزلاً، وإنما هو جِدٌّ صُراح، والأمم التي لا تقدِر الجمال لا تستحق نعمة الوجود

فهل خطر في بال من يثورون على التبرج في شواطئ الاستحمام أن من واجبهم أن يثوروا على الدمامة في مراسي السفائن؟

وهل فيهم من حدثته النفس بأن ينظر في البقعة الموحشة التي تستقبل الوافدين من روما ولندن وباريس وبرلين؟

أين المحافظ وأين مدير البلدية وإليهما يتوجه من يتألمون من التبرج في الشواطئ؟!

هل عند هذين الرجلين علمٌ بما نعانيه حين ندخل مدينتنا هذه بعد قضاء شهور أو أعوام في ديار الغرب، الغرب الذي يرى الزينة مطلوبة في جميع المواطن وجميع الأشياء؟

قلتم في الدعوة إلى (عيد الورد) إن الإسكندرية لها حقٌّ على الجميع. فمن حقي عليكم وعليها أن تسمعوا وتسمع هذا القول وأنا أدعو إلى تغيير أو تجميل موقع الميناء، فأين من يسمع وأين من يجيب؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>