للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذه فتوى الشيخ محمد الأمين عما استفتاه عنه الشيخ محمد الأمين ابن الشيخ محمد الخضر عن مقر العقل ومسائل أخرى، نقلته من خطه.

توقيع: أحمد بن أحمد المختار

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

حضرة صاحب المعالي أخي المكرم الشيخ محمد الأمين بن الشيخ محمد الخضر حفظه الله ووفقه:

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، فقد وصلنا خطابكم الكريم بتاريخ ٢٧/ ٤/ ١٣٨٩ هـ[١] وفهمنا ما سألتم عنه.

والجواب -حفظكم الله ووفقكم- عن المسألة الأولى التي هي محل العقل هو ما ستراه، ولا يخفى على معاليكم أن بحث العقل بحث فلسفي قديم، وللفلاسفة فيه مائة طريق باعتبارات كثيرة مختلفة، غالبها كله تخمين وكذب وتخبط في ظلام الجهل، وهم يسمون الملائكة عقولًا ويكثرون البحث في العقول العشرة المعروفة عندهم، ويزعمون أن المؤثر في العالم هو العقل الفياض، وإن نوره ينعكس على العالم كما (تنعكس الشمس) [٢] على المرآة، فتحصل تأثيراته بذلك الانعكاس، ويبحثون في العقل البسيط الذي يمثل به المنطقيون للنوع البسيط، إلى غير ذلك من بحوثهم الباطلة المتعلقة بالعقل من نواح شتى (١)، ومن تلك البحوث قول عامتهم إلَّا القليل منهم، إن محل العقل الدماغ، وتبعهم في ذلك قليل من المسلمين، ويذكر عن الإمام أحمد أنه جاءت


(١) ينظر في هذا: المبين: ١٠٦ - ١٠٨ للآمدي.

[١] قال معد الكتاب للشاملة: في (أ): ٢٣/ ٤/ ٨٩، وذكر المعلق أنه نقلها عن الأصل بخط الشيخ محمد الأمين، وهو الموافق لتاريخ إرسال الرسالة من قبل الشيخ محمد الأمين بن الشيخ محمد الخضر (ص ١٧).
[٢] قال معد الكتاب للشاملة: في (أ): كما ينعكس نور الشمس.

<<  <  ج: ص:  >  >>