للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بدأ المُصنِّفُ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- كتابه بهذه الخطبة -خطبة الحاجة- التي كَانَ النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -كما صح عنه- يستفتح بها، وهذه سنة ينبغي لنا أن نقتدي بها جميعاً.

وكل خطبة لا يذكر فيها الشهادة أو لا يتشهد فيها، فهي كاليد الجذماء، كما جَاءَ في الحديث. وكذلك في الحديث: (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أقطع) أو (فهو أبتر) وإن كَانَ في الحديث ضعف من حيث الإسناد، ولكن هو ثابت من فعل النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خطبه ومكاتباته إِلَى الملوك وغيرهم.

فالبداية بذكر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىَ، أو بالْحَمْدُ لِلَّهِ، أو ببسم الله، أو بخطبة الحاجة، هي سنة ثابتة عن النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا ينبغي العدول عنها، وهكذا بدأ المُصنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ بذكر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىَ.

ثُمَّ قال بعد ذلك: "أما بعد"، وهذه أيضاً سنة النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خطبه وكتبه، كَانَ بعد أن يسمي الله أو يحمد الله، أو يثني عَلَى الله تَعَالَى بما هو له أهل، يقول: أما بعد، ثُمَّ يبدأ في الموضوع الذي يريده.

وعلم أصول الدين أشرف العلوم؛ لأن شرف الشيء من شرف موضوعه، وموضوع علم التوحيد هو معرفة الله وصفاته، وما ينبغي لوجهه من التعظيم والثناء، وما ينبغي لحقه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىَ من العبادة وهو حقه عَلَى العباد.

وبذلك نستنتج قضية مهمة لا ينبغي أن نفوتها -وإن كانت معلومة ومفهومة لدى الجميع- وهي التشكيك في تعليم التوحيد والعقيدة وأصول الدين، والقول بأن هذه الأمور لا داعي لها.

<<  <   >  >>