للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أجمع أهل عصره على أنه بحر العلم الذي لا ينزف.

ولد سنة ست وتسعين ومائتين.

وأول سماعه سنة خمس وثلاثمائة.

سمع ابن خزيمة، وعنه حمل الحديث، وأبا العباس السّرّاج، وأبا العباس أحمد بن محمد الماسرجسيّ، وأبا قريش محمد بن جمعة، وأحمد بن عمر المحمّدآباذيّ، وأبا محمد بن أبي حاتم، وإبراهيم بن عبد الصمد، وأبا بكر بن الأنباريّ، والمحامليّ، وغيرهم.

وتفقه على أبي إسحاق المروزيّ، وطلب العلم، وتبحّر فيه قبل خروجه إلى العراق بسنين.

قال الحاكم: لأنه ناظر في مجلس أبي الفضل البلعميّ، الوزير، سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وتقدّم في المجلس إذ ذاك، ثم خرج إلى العراق، سنة اثنتين وعشرين، وهو إذ ذاك أوحد بين أصحابه، ثم دخل البصرة ودرّس بها سنين، فلما نعي إليه عمه أبو الطيّب، وعلم أن أهل أصبهان لا يخلون عنه في انصرافه [خرج] (١) مختفيا منهم، فورد نيسابور في رجب سنة سبع وثلاثين، وهو على الرجوع إلى الأهل والولد والمستقرّ من أصبهان، فلما ورد جلس لمأتم عمّه ثلاثة أيام، فكان الشيخ أبو بكر بن إسحاق يحضر كل يوم، فيقعد معه، هذا مع قلة حركته، وكذلك كل رئيس ومرءوس، وقاض ومفت من الفريقين، فلما انقضت الأيام عقدوا له المجلس غداة كل يوم للتدريس والإلقاء، ومجلس النّظر عشيّة الأربعاء، واستقرّت به الدار، ولم يبق في البلد موافق ولا مخالف إلا وهو مقر له بالفضل والتّقدم، وحضره المشايخ مرة بعد أخرى يسألونه أن ينقل من خلّفهم وراءه بأصبهان، [فأجاب (٢)] إلى ذلك، ودرّس، وأفتى، ورأس أصحابه بنيسابور اثنتين


(١) من طبقات الشافعية للسبكي.
(٢) من طبقات الشافعية للسبكي.