"والقرآن كله مملو من هذه الطريق، وهذه طريق الخاصة، بل خاصة الخاصة الذين يستدلون بالله" أي: بذاته وصفاته، "على أفعاله، وما يليق به أن يفعله وما لا يفعله" وليس الحكم مقصورًا على الذات من غير اعتبار، صفة زائدة عليها، كما تقول المعتزلة، "وإذا تدبرت القرآن" أي: تأملت معانيه وتبصرت ما فيه، "رأيته ينادي على ذلك، ويبديه ويعيده لمن له في وقلب واع عن الله تعالى" يتفكر به في حقائقه، فالمنتفع بالقرآن المتأهل لأمره ونهيه هو الجامع بين الحفظ والفهم، وإتعاب النفس في تأمل ألفاظه ومعانيه. "قال تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّل} الرسول الكريم {عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ} بأن قال عنا ما لم نقله، {لَأَخَذْنَا} لنلنا {مِنْهُ} عقابًا {بِالْيَمِينِ} بالقوة والقدرة، {ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} نياط القلب، وهو عرق متصل به إذا انقطع مات صاحبه، {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ} هو اسم ماء ومن زائدة لتأكيد النفي، ومنكم حال من أحد، وهو في الأصل نعت له، فلما قدم عليه أعرب حالًا {عَنْهُ حَاجِزِينَ} [الحاقة: ٤٤] ، مانعين، خبر ما، وجمع؛ لأن أحدًا في سياق النفي، بمعنى