للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفيها مات أبو عامر عبد الله بن أَحمد بن إبراهيم بن على بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق المريني صاحب فاس وبلاد المغرب في جمادى الآخرة، وملك بعده أَخوه أَبو سعيد عثمان ودبّر أمره الشيخ أحمد بن على القاضي كما كان مدبرَ أَمر أَخيه من قبله.

وفى أَواخر ذى الحجة ضعف السلطان ضعفا شديدا حتى إنه ما صلى العيد بالجامع، واستمر به الإسهال إلى ثالث عشرى ذى الحجة، وكثر الإرجاف بموته مرارًا، فأَكثر من التصدّق عنه وأَكثر من ذلك جدا حتى قيل إن جملة ما تصدّق به: مائتا أَلف وخمسون ألف مثقال من الذهب، ومن الفضة والفلوس والغلال والقماش نحو ذلك.

وفي سابع عشرى ذى الحجة عوفى قليلًا فنودى بالزّينة.

وحضر ذلك اليوم المبشِّر من الحجاز بأَخبار الحجّاج.

وفى السابع والعشرين من ذى الحجة كانت العرب (١) أَفسدت بالشرقية فقَبض الكاشف على جماعةٍ منهم، فأَمر السلطان بتوسيطهم ففُعل بهم ذلك، وزُفّوا من القاهرة إلى بلبيس، وكانوا أَكثر من مائتي نفس.

وفى الثالث من ذى الحجة أَمر السلطان بعرْض مماليك على باى وكانوا سبعين، فأَطلق بعضهم وردّ بعضهم على تجارهم الذين اشتراهم منهم على باى، وأَمر بِضرْب الخواص منهم بالعصىّ (٢) تقريرًا ليخبروه بجلية الأَمر، وسَمَّر منهم أربعة ووُسِّطِوا، وفرّق الكتابيّة الصغار على الأُمراء.


(١) نص السلوك، ورقة ٢٦٦ ب على أنهم من عرب بني وائل، انظر الإشارة إليهم في القلقشندي: نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، ص ٤٤٦، كما أن نفس المؤلف أشار في كتابه الآخر: قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان ص ٦٣، إلى بني سَعد، وذكر - نقلا عن الحمداني - أن ديارهم من ضواحي القاهرة إلى أطراف الشرقية ثم قال: "ولم تزل بينهم وبين بني وائل العداوة والشحناء والوقائع التي يقتل فيها الجم الغفير من الفريقين، والأمر على ذلك إلى الآن"، مما يدل دلالة صريحة على أن بني وائل كانوا في الشرقية أيضا.
(٢) في هـ "بالقصر".