• قال أبو عبيد في الغريب (٥/ ٤٥): " أصل الفلاح: البقاء، ... "، ثم استشهد من كلام العرب ما يدل على هذا المعنى، ثم قال:"فكأن معنى الحديث: أن السَّحور به بقاء الصوم؛ فلهذا سماه فلاحًا".
وقال الخطابي في المعالم (١/ ٢٨٢): "أصل الفلاح البقاء، وسمي السحور فلاحًا إذ كان سببًا لبقاء الصوم ومعينًا عليه".
* قال ابن عبد البر في التمهيد (٨/ ١١٣): "فهذه الآثار في معنى حديث مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة المذكور في هذا الباب، وفيها تفسير له".
قلت: الذي يظهر لي أنهما واقعتان، واقعة رواها زيد بن ثابت وعائشة، وواقعة أخرى رواها أبو ذر والنعمان بن بشير، ويحتمل أن يكون حديث أنس الذي أخرجه مسلم واقعة مستقلة، والله أعلم.
* وروى محمد بن مقاتل المروزي [ثقة. التهذيب (٣/ ٧٠٧)]: ثنا هاشم بن مخلد [هو: ابن إبراهيم الثقفي المروزي: صدوق. التكميل (٧٧٣)، التهذيب (٤/ ٢٦١)]: ثنا محمد بن عبد الرحمن البصري [لم أقف له على ترجمة]، عن الفضل الرقاشي، عن أنس -رضي الله عنه -، قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يجمع أهله ليلة إحدى وعشرين فيصلي بهم إلى ثلث الليل، ثم يجمعهم ليلة ثنتي وعشرين فيصلي بهم إلى نصف الليل، ثم يجمعهم ليلة ثلاث وعشرين فيصلي بهم إلى ثلثي الليل، ثم يأمرهم ليلة أربع وعشرين أن يغتسلوا، فيصلي بهم حتى يصبح، ثم لا يجمعهم.
أخرجه ابن نصر المروزي في قيام رمضان (٢١٦ - مختصره).
وهذا حديث منكر؛ تفرد به: الفضل بن عيسى بن أبان الرقاشي، وهو: متروك، منكر الحديث، لم يدرك أنس بن مالك، إنما يروي عن عمه يزيد بن أبان الرقاشي، عن أنس، ويزيد: ضعيف، يحدث عن أنس بن مالك بما فيه نظر [التهذيب (٣/ ٣٩٤)، الميزان (٣/ ٣٥٦)، المجروحين (٢/ ٢١٠)].
***
١٣٧٦ - . . . أن سفيان أخبرهم، عن أبي يعفور -وقال داود: عن ابن عبيد بن نسطاس-، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا دخل العشرُ أحيا الليلَ، وشدَّ المئزرَ، وأيقظَ أهلَه.
قال أبو داود: وأبو يعفور اسمه: عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس.
* حديث متفق على صحته
أخرجه البخاري (٢٠٢٤)، ومسلم (١١٧٤)، وأبو عوانة (٢/ ٢٥٣/ ٣٠٥٤)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٣/ ٢٦١/ ٢٦٨١)، والنسائي في المجتبى (٣/ ٢١٧ ١٦٣٩)، وفي الكبرى (٢/ ١٣٠/ ١٣٣٦) و (٣/ ٣٩٥/ ٣٣٧٧)، وابن ماجه (١٧٦٨)، وابن