هكذا ذكر الدارقطني متابعًا للأصبهاني في العلل، لكنه في الأفراد جزم بتفرده بهذا الحديث عن سهيل، وهو ظاهر كلامه في مسند أم حبيبة من العلل (١٥/ ٢٧٥/ ٤٠٢٦) حيث قال: "وخالفه محمد بن سليمان الأصبهاني؛ فرواه عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، ووهم فيه".
قلت: وهذا إجماع من أئمة الحديث على توهيم ابن الأصبهاني فيه، وأنه سلك فيه الجادة ولزم الطريق السهل، ومحمد بن سليمان بن عبد الله بن الأصبهاني الكوفي: قواه أبو حاتم فقال: "لا بأس به، يكتب حديثه، ولا يحتج به"، وقال البخاري: "مقارب الحديث"، وقال العجلي: "كوفي ثقة"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "يخالف ويخطئ"، وضعفه أبو داود والنسائي، وقال ابن معين: "ليس بشيء"، وقال ابن عدي: "مضطرب الحديث، قليل الحديث، ومقدار ما له قد أخطأ في غير شيء منه" [ترتيب علل الترمذي الكبير (١٣٨)، تاريخ ابن معين للدوري (٣/ ٥١٦/ ٢٥٢٥)، معرفة الثقات (١٦٠٣)، سؤالات الآجري (٤٨٧)، الجرح والتعديل (٧/ ٢٦٧)، الثقات (٩/ ٥٢)، الكامل (٦/ ٢٢٩)، التهذيب (٣/ ٥٨٠)].
ب - وقد خالفه: فليح بن سليمان، فرواه عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي إسحاق، عن المسيب، عن عنبسة، عن أم حبيبة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صلى ثنتي عشرة ركعة، بنى الله له بيتًا في الجنة: أربعًا قبل الظهر، واثنتين بعدها، واثنتين قبل العصر، واثنتين بعد المغرب، واثنتين قبل الصبح".
تقدم تخريجه والكلام عليه في طرق حديث أبي إسحاق السبيعي السابق ذكره آنفًا برقم (٢).
قال النسائي: "هذا أولى بالصواب عندنا، وفليح بن سليمان: ليس بالقوي [أيضًا] في الحديث، والله أعلم".
٦ - ورواه عطاء بن أبي رباح، واختلف عليه:
أ - فرواه حجاج بن محمد المصيصي [ثقة ثبت، من أثبت أصحاب ابن جريج]، وعبد الرزاق بن همام [ثقة، ثبت في ابن جريج]، قالا:
قال ابن جريج: قلت لعطاء: بلغني أنك تركع قبل الجمعة اثنتي عشرة ركعة، أبلغك في ذلك خبر؟ فقال: أخبَرَتْ أم حبيبةَ عنبسةَ بنَ أبي سفيان؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من ركع اثنتي عشرة ركعةً في اليوم والليلة سوى المكتوبة، بنى الله له بيتًا في الجنة".
أخرجه النسائي في المجتبى (٣/ ٢٦١/ ١٧٩٧)، وفي الكبرى (٢/ ١٨١/ ١٤٧٢ - ط. الرسالة) (٣/ ٨٦/ ١٥٦١ - ط. التأصيل)، وعبد الرزاق (٣/ ٢٤٦/ ٥٥٢١).
وهذا مرسل، وهذا هو المحفوظ من حديث ابن جريج عن عطاء.
ب - وخالفهما من لم يبلغ مرتبتهما في الضبط، ولا في المنزلة من ابن جريج:
زيد بن حِبَّان [الرقي: حدث بحديث لا أصل له من حديث مسعر، قال فيه أحمد: