وحديث الأخذ باليد الذي أشار إليه، ذكر الخطيب أن أبا العلاء وعده بإخراج أصله به مدةً، وفي طول المدة يعتذر له بأنه لم يجد أصله، ثم قال: حدثنا بالحديث المذكور بإسناد آخر، فقال: حدثنا أبو الطيب أحمد بن علي بن محمد الجعفري: حدثني أبو الحسين أحمد بن الحسين الشافعي: حدثنا ابن المقرئ: حدثنا أبو يعلى به.
وقال عقبه: قال لي أبو العلاء: كنت سمعت نسخة أبي الربيع الزهراني على أبي محمد بن السقاء عن أبي يعلى عنه، ثم كتبت هذا الحديث عن الجعفري في ظهر الجزء فظننته في جملة ما سمعت من ابن السقا، قال الخطيب: فقلت له: إن هذا الحديث موضوع، فقال: لا يروى عني غير حديث الجعفري هذا.
ثم ذكر الخطيب أنه حدثهم، عن عبد الله بن موسى السلامي الخراساني بحديث مسلسل بالشعراء زعم أنه سمعه منه بإفادة ابن بكير، وأن الخطيب ظفر بعد ذلك بأصل ابن بكير، وقد روى الحديث المذكور عن السلامي بواسطة، وأنهم عرَّفوا أبا العلاء بذلك فرجع عن روايته عن السلامي.
وفي الجملة: فأبو العلاء لا يعتمد على حفظه، وأما كونه متهمًا: فلا، والله أعلم" [انظر ترجمته أيضًا في: الأنساب (٣/ ٥٥١)، المنتظم (١٥/ ٢٧٦)، العبر (٣/ ١٧٧)، تاريخ الإسلام (٢٩/ ٣٥٢)، الميزان (٣/ ٦٥٤)، اللسان (٧/ ٣٦٧)، النجوم الزاهرة (٥/ ٣١)].
° والحاصل: فإن نسخة التاريخ للمفضل بن غسان الغلابي المروية بهذا الإسناد مقبولة، وإسنادها لا بأس به، وقد تداولها العلماء والمصنفون بالقبول، واعتمدوا عليها في النقل، والله أعلم.
٣ - ورواه إسماعيل بن أبي خالد، واختلف عليه:
أ - فرواه يزيد بن هارون [ثقة متقن]، ومروان بن معاوية الفزاري [ثقة حافظ] [كما في علل الدارقطني]:
قال يزيد: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن المسيب بن رافع، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة [سوى المكتوبة]، بني له بيتٌ في الجنة".
أخرجه النسائي في المجتبى (٣/ ٢٦٣/ ١٨٠٤)، وفي الكبرى (٢/ ٤٧٨/ ١١٨٤ - ط. الرسالة) (٣/ ٨٩/ ١٥٦٧ - ط. التأصيل). وابن ماجه (١١٤١)، وأحمد (٦/ ٣٢٦)، وابن أبي شيبة (٢/ ٢٠/ ٥٩٧٦)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (٢١٦٥)، والطبراني في الكبير (٢٣/ ٢٣١/ ٤٣٦) و (٢٣/ ٢٣٦/ ٤٥٥)، والدارقطني في العلل (١٥/ ٢٨٠/ ٤٠٢٦).
قال النسائي: "خالفه يعلى بن عبيد فوقف الحديث".
ب - خالفهما: يعلى بن عبيد الطنافسي، وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير، [وذكر