٨ - أبو أيوب:
يرويه واصل بن السائب، عن أبي سورة، عن أبي أيوب، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ فخلل لحيته.
أخرجه الترمذي في العلل الكبير (٢٠)، وابن ماجه (٤٣٣)، وأحمد (٥/ ٤١٧)، وأبو عبيد في الطهور (٣١٢)، وعبد بن حميد (٢١٨)، وسمويه في الثالث من فوائده (٢٥)، وابن جرير في تفسيره (٤/ ٤٦١ و ٤٦٢/ ١٤٦٢ و ١١٤٢١)، والعقيلي في الضعفاء الكبير (٤/ ٣٢٧)، وابن عدي في الكامل (٧/ ٨٦)، والطبراني في الكبير (٤/ ١٧٨/ ٤٠٦٨).
وفي لفظ له عند بعضهم: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا توضأ تمضمض، ومس لحيته بالماء من تحتها.
وروى بلفظ آخر مختلف: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "حبدا المتخللون" قالوا: وما المتخللون يا رسول الله؟ قال: "المتخللون بالوضوء، والمتخللون من الطعام. أما تخليل الوضوء: فالمضمضة والاستنشاق وبين الأصابع، وأما تخليل الطعام: فمن الطعام؛ إنه ليس شيء أشد على الملكين من أن يريا بين أسنان صاحبهما شيئًا وهو قائم يصلي".
أخرجه أحمد (٥/ ٤١٦)، وابن أبي شيبة في المصنف (١/ ١٩/ ٩٧)، وفي المسند (١٣)، وعبد بن حميد (٢١٧)، والمحاملي في الأمالي (٤٤٥)، وابن حبان في المجروحين (٣/ ٨٣)، وابن عدي (٧/ ٨٦)، والطبراني في الكبير (٤/ ١٧٧/ ٤٠٦١ و ٤٠٦٢) واللفظ له في الموضع الأول. وأبو الفضل الزهري في حديثه (٤٦٤).
قال الترمذي: "سألت محمدًا عن هذا الحديث؟ فقال: هذا لا شيء، فقلت: أبو سورة ما اسمه؟ فقال: لا أدري، ما يصنع به؟ عنده مناكير، ولا يعرف له سماع من أبي أيوب".
وقال العقيلي: "والرواية في التخليل فيها لين، وفيها ما هو أصلح من هذا الإسناد".
وقال ابن عدي: "ولو اصل غير ما ذكرت، وأحاديث لا تشبه أحاديث الثقات".
فهذا حديث منكر باطل، واصل بن السائب: متروك، منكر الحديث [التهذيب (٩/ ١١٥)، الميزان (٤/ ٣٢٨)].
وأبو سورة: منكر الحديث، لا يعرف له سماع من أبي أيوب [التهذيب (١٠/ ١٣٩)].
وقد تقدم لهما حديث آخر منكر أيضًا، تحت الحديث رقم (٤٤).
وقال ابن معين: "إنه ليس هو أبو أيوب صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم -، هو رجل آخر" كذا في تاريخ الدوري (٣/ ٣٢٧/ ١٥٦٧)، وفي سؤالات ابن محرز (ق / ١٢): "ليس هو أبو أيوب الأنصاري، إنما هو رجل طائي، ليست له صحبة".
وقال ابن القيم في زاد المعاد (٤/ ١٠٦) بأنه لا يثبت.
٩ - ابن عباس؛ وله فيه إسنادان:
الأول: يرويه شيبان بن فروخ، قال: نا نافع أبو هرمز، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يتطهر، وبين يديه إناء قدر المد، وإن زاد فقل ما