وفي رواية هشيم [عند الطبراني والبيهقي، واللفظ له]: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الظهر أو العصر ثلاث ركعات، فقال له رجل يقال له الخرباق: يا رسول الله! إنما صليت ثلاث ركعات، قال:"كذلك؟ "، قالوا: نعم، قال: فقام فصلى، ثم سجد ثم تشهد وسلم، وسجد سجدتي السهو، ثم سلم.
ووقع الشك أيضًا في كونها الظهر أو العصر في رواية شعبة [عند أحمد والطيالسي].
تنبيه: هكذا وقع فيما وقفت عليه من نسخ أبى داود: "قال عن مسلمة"، لكنه وقع عند أبى عوانة (١/ ٥١٤) وقد رواه عن أبى داود به، فقال:"قال غير مسلمة"، وهو الأقرب.
* هكذا روى حديث عمران بن حصين جماعةٌ من الحفاظ عن خالد الحذاء:
وروى جماعة من الثقات بعضهم أئمة حفاظ، منهم: أبو حاتم الرازي، ومحمد بن يحيى الذهلي:
عن محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري [ثقة، تُكُلِّم فيه]: حدثني أشعث - هو: ابن عبد الملك الحمراني -[ثقة]، عن محمد بن سيرين، عن خالد الحذاء، عن أبى قلابة، عن أبى المهلب، عن عمران بن حصين؛ "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم فسها، فسجد سجدتين، ثم تشهد، ثم سلم".
وفي رواية:"أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تشهد في سجدتي السهو، وسلم". وفي أخرى:"إن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم فسها، فسجد سجدتي السهو بعد السلام والكلام". وفي أخرى:"أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم فسها، فسجد ثم سلم". فلم يذكر التشهد.
أخرجه أبو داود (١٠٣٩)، والترمذي (٣٩٥)، والنسائي في المجتبى (٣/ ٢٦/ ١٢٣٦)، وفي الكبرى (١/ ٣١٤/ ٦٠٩) و (٢/ ٥٠/ ١١٦٠)، وأبو عوانة (١/ ٥١٥/ ١٩٢٦)، وابن خزيمة (٢/ ١٣٤/ ١٠٦٢)، وابن حبان (٦/ ٣٩٢/ ٢٦٧٠) و (٦/ ٣٩٤/ ٢٦٧٢)، وابن الجارود (٢٤٧)، والحاكم (١/ ٣٢٣)، وابن المنذر في الأوسط (٣/ ٣١٦/ ١٧١٢)، والطبراني في الكبير (١٨/ ١٩٥/ ٤٦٩)، وابن حزم في المحلى (٤/ ١٧٠)، والبيهقي (٢/ ٣٥٤ و ٣٥٥)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٣/ ٢٩٧/ ٧٦١).
° وهذا حديث شاذ، تفرد به الأنصاري، وليس بذاك الحافظ، وحديث الجماعة هو المحفوظ، ورواية هشيم تؤكد وهم الأنصاري فيه، حيث اختصر الحديث وأخر ذكر التشهد فجعله بعد سجود السهو، وكان أحيانًا لا يذكره، والحمل فيه على الأنصاري، وقد أعلَّ هذا الحديث جماعة من الأئمة، وضعفوه:
قال الترمذي:"هذا حديث حسن غريب"، ثم قال:"وقد روى عبد الوهاب الثقفي وهشيم وغير واحد هذا الحديث، عن خالد الحذاء، عن أبى قلابة بطوله، وهو حديث عمران بن حصين: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سلم في ثلاث ركعات من العصر، فقام رجلٌ يقال له: الخِرباق".