للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

• بعد ذلك يبقى الكلام على إسناد هذه الصحيفة -صحيفة سمرة- المروية عن جعفر بن سعد بن سمرة، عن خبيب بن سليمان، عن أبيه سليمان بن سمرة، عن أبيه سمرة بن جندب.

• وقد سبق تفصيل الكلام عن هذا الإسناد عند الحديث السابق برقم (٤٥٦)، وذكرت هناك كلام العلماء في هذه الصحيفة وإسنادها.

والحاصل: أن الذي يترجح عندي في هذا الإسناد -والله أعلم-: أنه إسناد صالح في الشواهد والمتابعات، لا ينهض على انفراده بإثبات حكم، أو تثبت به سُنَّة، فإن جاء بمخالفة ما صح فهو منكر.

وعليه: فإن التشهد بهذا اللفظ منكر؛ لمخالفته الأحاديث الصحيحة في الباب [حديث ابن مسعود، وحديث أبي موسى، وحديث ابن عباس].

• وأما قول أبي داود: "ودلت هذه الصحيفة أن الحسن سمع من سمرة"، فهذا مما أشكل فهمه على شراح الحديث، ولم يظهر لهم فيه مراد أبي داود، وبعضهم تأوله تأويلات بعيدة، ولم يظهر لي فيه جوابٌ شافٍ، والله أعلم [انظر: التهذيب (١/ ٣٩١)، شرح أبي داود للعيني (٤/ ٢٥٨)، عون المعبود (٣/ ١٨٤)، ضعيف أبي داود للألباني (٩/ ٣٦٦)، أبو داود حياته وسننه للصباغ (٥٧)، المرسل الخفي للعوني (٣/ ١١٨٩)].

• وفي الباب:

١ - عن عمر بن الخطاب:

رواه عمرو بن الحارث، ومالك بن أنس، ومعمر بن راشد، ويونس بن يزيد، وابن جريج [وعنه: أبو عاصم النبيل، وعبد الرزاق، وسقط من إسناد عبد الرزاق ذكر الزهري، فلا أدري وهمًا أم سقطًا من النساخ]:

عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبدِ القاريِّ؛ أنه سمع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يعلم الناسَ التشهدَ على المنبر، وهو يقول: قولوا: "التحيات لله، الزاكيات لله، الصلوات [قال مالك ومعمر: الطيبات الصلوات] لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد إله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله".

قال معمر: كان الزهري يأخذ به، ويقول: علمه الناس على المنبر وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متوافرون لا ينكرونه، قال معمر: وأنا آخذ به.

أخرجه مالك في الموطأ (١/ ١٤٤/ ٢٤٠)، وعنه الشافعي في الرسالة (١/ ١١٨/ ٧٣ - أم)، وفي المسند (٢٣٧)، وابن وهب في الجامع (٤١١)، وعبد الرزاق (٢/ ٢٠٢/ ٣٠٦٧ و ٣٠٦٨)، وابن أبي شيبة (١/ ٢٦١/ ٢٩٩٢)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ٢٦١)، وفي المشكل (٩/ ٤١٤ و ٤١٥/ ٣٨٠٤ و ٣٨٠٥)، والحاكم (١/ ٢٦٦)، والبيهقي في السنن (٢/ ١٤٤ و ١٤٥)، وفي المعرفة (٢/ ٣٤/ ٨٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>