الكبير (٦/ ١٣٠/ ٥٧٣٩) و (٦/ ١٨٢/ ٥٩٣٢)، وابن أخي ميمي الدقاق في فوائده (٥٧٣)، وأبو نعيم في الحلية (٣/ ٢٥٠)، وابن حزم في المحلى (٤/ ٧٧)، والبيهقي (٣/ ١٢٣)، وابن عبد البر في التمهيد (٢١/ ١٠٢ و ١٠٦).
رواه عن حماد بن زيد: عمرو بن عون [واللفظ له]، وأبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي لقبه عارم، وعفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، وأحمد بن عبدة، ويحيى بن حسان، وخلف بن هشام، ويونس بن محمد المؤدب، وإسحاق بن أبي إسرائيل.
ولفظ عارم أبي النعمان [عند البخاري]: كان قتالٌ بين بني عمرو، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فصلى الظهر، ثم أتاهم يصلح بينهم [زاد عارم في رواية الطبراني (٥٩٣٢): فقال: "يا بلال! إن حضرتِ العصرُ ولم آتِكَ، فَمُرْ أبا بكر، فلْيُصَلِّ بالناس"]، فلما حضرت صلاة العصر، فأذن بلال وأقام، وأمر أبا بكر فتقدَّم، وجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر في الصلاة، فشقَّ الناس حتى قام خلف أبي بكر، فتقدَّم في الصف الذي يليه، قال: وصفَّح القومُ، وكان أبو بكر إذا دخل في الصلاة لم يلتفت حتى يفرُغ، فلما رأى التصفيح لا يمسَكُ عليه التفت، فرأى النبي - صلى الله عليه وسلم - خلفه، فأومأ إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده أنِ: امضه، وأومأ بيده هكذا، ولبث أبو بكر هُنيَّةٌ يحمد الله على قول النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم مشى القهقرى، فلما رأى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذلك تقدَّم، فصلى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالناس، فلما قضى صلاته، قال:"يا أبا بكر ما منعك إذ أومأت إليك أن لا تكون مضيتَ؟ " قال: لم يكن لابن أبي قحافة أن يؤمَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال للقوم:"إذا نابكم أمرٌ، فليسبِّح الرجالُ، وليصفِّح النساءُ".
ولم ينفرد عمرو بن عون وعارم بهذه الجملة:"إن حضرتْ صلاةُ العصر ولم آتِكَ، فَمُرْ أبا بكر، فلْيُصَلِّ بالناس"، فقد تابعهما عليها أيضًا: عفان بن مسلم، وأحمد بن عبدة، وخلف بن هشام البزار.
• وله طرق أخرى كثيرة عن أبي حازم، فقد رواه أيضًا:
٣ - ١٢ - عبيد الله بن عمر العمري، ويعقوب بن عبد الرحمن القاري المدني، وأبو غسان محمد بن مطرف المدني، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، ووهيب بن خالد، ومحمد بن عجلان، وسفيان بن عيينة، وحماد بن سلمة، ومعمر بن راشد [وهم ثقات، وألفاظهم متقاربة، واللفظ لعبد العزيز بن أبي حازم عند البخاري (١٢١٨)]:
عن أبي حازم، عن سهل بن سعد - رضي الله عنه -، قال: بلغ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أن بني عمرو بن عوف بقُباء كان بينهم شيء، فخرج يصلح بينهم في أناس من أصحابه، فحُبِس رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وحانتِ الصلاة، فجاء بلالٌ إلى أبي بكر - رضي الله عنهما -، فقال: يا أبا بكر، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد حُبِس، وقد حانتِ الصلاة، فهل لك أن تؤمَّ الناس؟ قال: نعم إن شئت، فأقام بلالٌ الصلاةَ، وتقدم أبو بكر - رضي الله عنه -، فكبر للناس، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي في الصفوف يشقُّها شقًا، حتى قام في الصف، فأخذ الناس في التصفيح -قال سهل: التصفيح هو التصفيق-،