للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أبي طالب؟ قال: "لا أعرف اسمه"، فكأنه فرَّق بينهما، وقال النسائي: "أبو الصهباء صهيب: ضعيف، بصري"، وقال العجلي: "أبو الصهباء البكري: تابعي ثقة"، وذكره ابن حبان في موضعين من ثقاته، قال في الأول: "صهيب أبو الصهباء البكري، من أهل البصرة، يروي عن علي وابن مسعود وابن عباس، روي عنه سعيد بن جبير وطاوس"، وقال في الموضع الثاني: "أبو الصهباء: يروي عن ابن عباس، روى عنه يحيى بن الجزار، وليس هذا بصلة بن أشيم"، جعلهما اثنين، ففرق بين من روى عنه سعيد بن جبير ومن روى عنه يحيى بن الجزار، وله ذكر في صحيح مسلم (١٥٩٤) في حديث أبي سعيد في الصرف [التاريخ الكبير (٤/ ٣١٥)، الكنى لمسلم (١٧٠٠)، معرفة الثقات (٢١٨٥)، الجرح والتعديل (٤/ ٤٤٤) و (٩/ ٣٩٤)، الثقات (٤/ ٣٨١) و (٥/ ٥٩٢)، فتح الباب (٣٩٧٨)، إكمال مغلطاي (٧/ ٨)، المغني (١/ ٣١٠)، الميزان (٢/ ٣٢١)، تاريخ الإسلام (٥/ ٥٥٥)، التهذيب (٢/ ٢١٩)، التقريب (٢٨٤)، وقال: "مقبول"].

قلت: حديثه هذا لا يصح عندي، فإن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي أبا عبد الله المدني: كان ثقةً ثبتًا، إمامًا عالمًا، فقيهًا شاعرًا، كان أحد فقهاء المدينة السبعة، وكان من بحور العلم، كثير الرواية والحديث، لازم ابن عباس زمنًا طويلًا [السير (٤/ ٤٧٥)، التهذيب (٣/ ١٥)]، فهذا العالم الفقيه الإمام الثبت الحافظ الذي صحب ابن عباس، لم يزد في روايته عن ابن عباس [والتي اتفق على إخراجها الشيخان] على أن قال: أقبلتُ راكبًا على أتانٍ [وفي رواية: جئت أنا والفضلُ ونحن على أتانٍ]، وأنا يومئذٍ قد ناهزتُ الاحتلامَ، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالناس بمنى [وفي رواية: في حجة الوداع] [وفي رواية: إلى غير جدار]، فمررتُ بين يدي بعض الصف [وفي رواية: بين يدي بعض الصف الأول] فنزلتُ، فأرسلتُ الأتانَ ترتع، ودخلتُ في الصفِّ، فلم ينكرْ ذلك عليَّ أحدٌ [وفي رواية: فلم يقل لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا] [وفي رواية: فلم تقطع صلاتهم].

فلم يذكر في الحديث قصة الجاريتين، ولا أن ابن عباس مرَّ بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا أن: الحمار مرَّ بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، ولا قال: فمررنا بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - فنزلنا وتركنا الحمار.

• فكيف يُعارض حديث عبيد الله بن عبد الله بحديث صهيب هذا، لا سيما وقد قال أحمد في حديث صهيب هذا: "ليس هو بذاك"، وضعفه النسائي، ولا شك أن الحديث الذي اتفق الشيخان على إخراجه مع صحة إسناده وشهرة رجاله: مقدَّم على الحديث الذي اتفقا على عدم إخراجه، مع لين إسناده، وعدم الاتفاق على توثيق راويه، والله أعلم.

• والذين صححوا حديث صهيب هذا؛ إما حملوه على مذهبهم في عدم القطع، أو أنهم تأولوه، لا سيما وقد اختلفت الرواية فيه على الحكم؛ فإن رواية منصور بن المعتمر في قصة الحمار يمكن حملها على حديث عبيد الله، بخلاف رواية شعبة.

فممن حمله على مذهبه: الطحاوي حيث قال في شرح المعاني (١/ ٤٥٩): "ففي

<<  <  ج: ص:  >  >>