وقال النووي في شرح مسلم (٤/ ١٧٧): "قال الحفاظ: قوله: ابن العاص: غلط، والصواب حذفه، وليس هذا عبد الله بن عمرو بن العاص الصحابي، بل هو عبد الله بن عمرو الحجازي، كذا ذكره البخاري في تاريخه، وابن أبي حاتم، وخلائق من الحفاظ المتقدمين والمتأخرين".
وقال المزي في التهذيب (١٥/ ٣٧٧): "ووقع في بعض طرق مسلم فيه: عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو وهم، وقال بعضهم: عن عبد الله بن عبدٍ القاري"، وقال في التحفة (٤/ ٣٤٦/ ٥٣١٣): "وهو وهم".
وقال ابن رجب في الفتح (٤/ ٤٦٤): "وقيل: إنه وهم؛ فإن عبد الله بن عمرو هذا ليس بابن العاص".
وقال ابن حجر في الفتح (٢/ ٢٥٦): "وقوله: ابن عمرو بن العاص: وهم من بعض أصحاب ابن جريج، وقد رويناه في مصنف عبد الرزاق عنه، فقال: عبد الله بن عمرو القاري، وهو الصواب"، ووهَّم في التغليق (٢/ ٣١٢)، وفي التهذيب (٢/ ٣٩٦) قول من قال: ابن العاص.
وقال في الإصابة (٥/ ٢٠١): "وأما عبد الله بن عمرو: فهو العائذي، مخزومي أيضًا، من قرائب المذكورين، ووقع في بعض طرق الحديث عند مسلم: عبد الله بن عمرو بن العاص، وخطَّؤوا راويها، والصواب العائذي".
وقال في الإتحاف (٦/ ٦٦٢/ ٧١٦١): "وزاد حجاج وروح في روايتهما: عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو خطأ"، قلت: يعني: زيادة ابن العاص.
قلت: وهو كما قالوا، ليس هو بابن العاصي السهمي الصحابي المشهور، وإنما هو عبد الله بن عمرو بن عبدٍ القاري العابدي، ومن قال: العائذي، فقد صحَّف، أو صُحِّف عليه، وهو قريب المذكورين: عبد الله بن السائب، وعبد الله بن سفيان، وعبد الله بن المسيب، ومحمد بن عباد بن جعفر؛ فإنهم من ولد عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم [انظر: التاريخ الكبير (٥/ ١٠٢ و ٢٠٢)، الجرح والتعديل (٥/ ١٧٣)، الثقات (٥/ ٢٨ و ٤٩)، أنساب الأشراف (١٠/ ٢١٢)، المؤتلف للدارقطني (٣/ ١٥٤٠)، المؤتلف لعبد الغني بن سعيد الأزدي (٢/ ٥٦٤)، الإكمال لابن ماكولا (٦/ ١ و ٣٣٦)، مشارق الأنوار (٢/ ١٢٣ و ١٢٧)، الأنساب (٤/ ١٠٧)، توضيح المشتبه (٦/ ٥٥)، تبصير المنتبه (٣/ ٩٨٠)].
• وممن وهم في هذا الحديث على ابن جريج:
د- ورواه وكيع بن الجراح [ثقة حافظ]: ثنا ابن جريج، عن محمد بن عباد بن جعفر المخزومي، عن عبد الله بن السائب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - افتتح الصلاة يوم الفتح في الفجر فقرأ بسورة المؤمنين، فلما بلغ ذكر موسى وهارون أصابته سعلة فركع.
أخرجه أحمد (٣/ ٤١١)، وابن أبي شيبة في المسند (٨٧٧).