فارقوهم وهم بخير وقد انحط السعر قليلاً وكان الحمل الدقيق بلغ ثلاثة عشر ديناراً فنقص دينار، وكان شاع بالقاهرة أنه بلغ العشرين أو زاد، فظهر كذب تلك الإشاعة.
وفي التاسع منه ثار العامة بدمشق على النائب بها، فهجموا عليه دار السعادة ففتحوا الطبلخلناة فضربوها، فتجمعوا، وكان السبب في ذلك إن شخصاً يقال له عبد الرزاق خدم برددارا عند النائب فاحتكر اللحم وصار هو الذي يتولى الذبيحة، فغلا اللحم وصار يشتري الغنم بالسعر البخس ويبيع بالربح المفرط، فقل الجالب بسبب ذلك فاشتد الخطب حتى كان اللحم يباع بدرهمين ونصف فبلغ ثمانية، فنادى النائب بالجند فأمسكوا منهم جماعة وسجنوهم، فهجم الباقون السجن وكسورا بابه وأطلقوا أصحابهم، وكان النائب قبل ذلك لما شكوا إليه عزل البرددار ونادى بإسقاط المكس عن الغنم، فانحط السعر إلى أربعة وخمسة فلم يقنعهم ذلك، فكاتب في ذلك فوصل الخبر بذلك في الثالث والعشرين من رمضان، فأمر السلطان بجمع الأمراء والقضاة يوم الأحد صبيحة الرابع والعشرين فاشتوروا فقيل للمالكي إن عندهم قولاً بقتل الثلث لاستصلاح الثلث فأنكر المالكي ذلك وقال: هذا لا يعرف في المذهب العشر قال: فما السبب في تجرئ هؤلاء؟ قال: كثرة الحلم عنهم - هذا ملخص ما حكاه هو لي، فإنني ركبت فما وصلت حتى انقض المجلس، وكذلك الحنبلي ما أدرك المجلس، وسألت