للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٥٦٦ - (م) أنس بن مالك -رضي الله عنه - {إنَّ اللهَ لا يَظْلِم مِثْقَاَل ⦗٩٠⦘ ذَرَّةٍ وإِنْ تكُ حسنةً يُضاعِفْها} [النساء: ٤٠] قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إن الله لا يظلم مؤمناً حسنة، يُعطى بها في الدنيا، ويُجزي بها في الآخرة، وَأَمَّا الكافر فيُطْعَمُ بحسناتِ ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرةِ، لم تكُن له حسنةٌ يجزى بها (١) . أخرجه مسلم (٢) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(مثقال ذرة) الذرة: النملة الصغيرة (٣) ، والمثقال: مقدار من الوزن، أي شيء كان، والناس يطلقونه على الدينار خاصة، وليس كذلك.


(١) يعني أن الكافر إذا عمل حسنة في الدنيا كأن فك أسيراً، فإنه يجازى في الدنيا بما فعله من قربة لا تحتاج لنية، وقال النووي في " شرح مسلم ": أجمع العلماء على أن الكافر الذي مات على كفره، لا ثواب له في الآخرة، ولا يجازى فيها بشيء من عمله في الدنيا متقرباً إلى الله تعالى، وصرح في هذا الحديث: بأنه يطعم في الدنيا بما عمله من الحسنات، أي: بما فعله متقرباً به إلى الله تعالى، مما لا تفتقر صحته إلى النية، كصلة الرحم والصدقة والعتق والضيافة وتسهيل الخيرات ونحوها، وأما المؤمن فيدخر له حسناته وثواب أعماله في الآخرة، ويجزى بها مع ذلك أيضاً في الدنيا، ولا مانع من جزائه في الدنيا والآخرة، وقد ورد الشرع به فيجب اعتقاده.
وقوله: " إن الله تعالى لا يظلم مؤمناً حسنة " معناه: لا يترك مجازاته بشيء على حسناته، والظلم: يطلق بمعنى النقص، وحقيقة الظلم مستحيلة من الله تعالى، كما سبق بيانه.
ومعنى: أفضى إلى الآخرة، صار إليها، وأما إذا فعل الكافر مثل هذه الحسنات ثم أسلم، فإنه يثاب عليها في الآخرة على المذهب الصحيح.
(٢) رقم (٢٨٠٨) في صفات المنافقين، باب جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والآخرة.
(٣) الذرة: هي الوحدة الدقيقة، أدق من الهباءة، تتكون منها الأشياء.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: (أخرجه مسلم في المغازي (٣٦: ١٠) عن أبي موسى عن أبي داود عن همام بن يحيى عن قتادة عن أنس بن مالك. تحفة الأشراف (١/٣٦٢/١٤١٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>