(١) حديث « ... خفين أسودين ... إلخ» . أخرجه الإمام أبو داود في سننه ١/ ٣٩ رقم: ١٥٥ بلفظ: « ... عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه أن النجاشي أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلّم خفين أسودين ساذجين فلبسهما ثم توضأ ومسح عليهما» قال مسدد: عن دلهم بن صالح، قال أبو داود: هذا مما تفرد به أهل البصرة. وأخرجه الترمذي في جامعة ٥/ ١٢٤ رقم: ٢٨٢٠ بلفظه، عن عبد الله بن بريدة عن أبيه. وقال: هذا حديث حسن إنما نعرفه من حديث «دلهم» وقد رواه محمد بن ربيعة، عن دلهم. وانظر: الحديث في سنن ابن ماجة ١/ ١٨٢ رقم: ٥٤٩، ٢/ ١١٩٦ رقم: ٣٦٢٠. وانظر/ مسند الإمام أحمد ٥/ ٣٥٢ رقم: ٢٣٠٣١. وانظر الحديث أيضا في «السنن الكبرى» للإمام البيهقي ١/ ٢٨٢ رقم: ١٢٥٦. وانظر: «الطبقات» لابن سعد ١/ ١٦٩ ذكر خفى رسول الله صلى الله عليه وسلّم. والحديث أخرجه الترمذي في كتابه «الشمائل المحمدية» ص ٥٩، طبع شركة مصطفى الحلبي وجاء في روايته: «ثم توضأ، ومسح عليهما» . قال الشيخ محمد البيجوري صاحب المواهب اللدنية على الشمائل: (ت ١٢٧٦) . قوله: «أهدى للنبي» وفي نسخة «إلى النبي» فهو يتعدى باللام، وبإلى. قوله: «خفين» أي: وقميصا وسراويل، وطيلسانا. قوله: «أسودين ساذجين» ... قال المحقق أبو زرعة: أي: «لم يخالط سوادهما لون أخر، وهذه اللفظة تستعمل في العرف؛ لذلك لم أجدها في كتب اللغة، ولا رأيت المصنفين في غريب الحديث ذكروها. قوله: «فلبسهما» التعبير بالفاء التي تفيد التعقيب، يفيد أن اللبس بلا تراخ، فينبغي للمهدي إليه التصرف في الهدية عقب وصولها إليه بما أهديت لأجله إظهارا لقبولها، وإشارة إلى تواصل المحبة بينه، وبين المهدي ويؤخذ من الحديث أنه ينبغي قبول الهدية حتى من أهل الكتاب؛ فإنه كان وقت الإهداء كافرا كما قاله ابن العربي، ونقله عنه الزين العراقي، وأقره. قوله: «ثم توضأ ومسح عليهما» أي: بعد الحدث، وهذا يدل على جواز مسح الخفين، وهو إجماع من يعتد به. وقد روى المسح على الخفين ثمانون صحابيا، وأحاديثه متواترة ... إلخ» اه: المواهب الدنية على الشمائل المحمدية.