(٢) حول قوله: «وكان له خاتم من حديد ... إلخ» . قال الإمام ابن كثير في «البداية والنهاية» ٦/ ٣، ٤: هذا الحديث- يعني الذي ذكره ابن فارس- ... فإذا خاتم من حديد ... إلخ يرده أحاديث متفق عليها أخرجها البخاري ومسلم، وغيرهما- البخاري كتاب «الاعتصام» بالكتاب، رقم: ٦٧٥٤. ومسلم «اللباس والزينة» رقم: ٣٨٨٩، ورقم: ٣٩٠٠ أنه صلى الله عليه وسلّم كان له خاتم من فضة لما ثبت في الصحيحين، عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يلبس خاتما من ذهب فنبذه، وقال: لا ألبسه أبدا، فنبذ الناس خواتيمهم، وقد كان له خاتم من فضة يلبسه كثيرا، ولم يزل في يده حتى توفي- صلوات الله وسلامه عليه-، وكان فصه منه- يعني ليس فيه فص ينفصل عنه- ... ونقشه محمد رسول الله ثلاثة أسطر: محمد سطر، الله سطر؛ وكأنه والله أعلم كان منقوشا، وكتابته مقلوبة ليطبع على الاستقامة، كما جرت العادة بهذا. وقد قيل: إن كتابته كانت مستقيمة، وتطبع كذلك، وفي صحة هذا نظر، ولست أعرف لهذا إسنادا لا صحيحا، ولا ضعيفا. ومما يزيد في ضعف حديث «ابن فارس» ويرده الحديث الذي رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي من حديث «أبي طيبة» - عبد الله بن مسلم السلمي المروزي-: عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه: «أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم وعليه خاتم من شبه- نحاس أصفر- فقال: «مالي أجد منك ريح الأصنام؟!» فطرحه، ثم قال يا رسول الله: من أي: شيء اتخذه؟! قال: «اتخذه من ورق- فضة-، ولا تتمه مثقالا» وقد كان عليه السلام- يلبسه في يده اليمنى، كما رواه، أبو داود والترمذي في الشمائل، والنسائي من حديث شريك ... إلخ» اه: البداية لابن كثير. وحديث: « ... خاتم من حديد ... » أخرجه ابن سعد في «الطبقات» ١/ ١٦٣ بلفظ: « ... عن إبراهيم ... قال كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلّم حديدا ملويا عليه فضة ... إلخ» . وأخرج مكحول: «أن خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان من حديد» اه: الطبقات.