للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد ذكر أرباب السِّيَر سيرةَ أبان بن عثمان، فقالوا: شهد الجَمل مع عائشة وكان ثاني المنهزِمين.

وقال ابنُ قتيبة: وهو ابنُ الحمقاء التي كانت تَجعل الخُنفساء في فيها وتقول حاجتُك في فمي.

قال: وكان من أصحاب العاهات؛ أبرص، أصمّ، أحول، سيّئ السيرة، صاحبَ رشوة وجَورٍ في ولايته، وقد وَلي مكة والمدينة، وكان يُلقَّب بُقَيعًا، وكانت عنده أمُّ كلثوم بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ثم خلف عليها بعدَه الحجَّاج بن يوسف (١).

وقال الموفق : كان أبان فقيهًا، وقد رُوي عنه الحديث، وولدُه عبد الرحمن بن أبان من خيار المسلمين، قال: وكان عبد الرحمن يَشتري أهلَ البيت فيَكسوهم ويُعتقهم، ويقول: أنتم أحرار لوجه الله، أستعينُ بكم على غَمَرات الموت، قال: فزعموا أنه صلّى يومًا في مسجده، فوجدوه مَيتًا في مُصَلّاه (٢)، وكان في سنة أربع ومئة.

وأما خالد بن عثمان فأمُّه الحمقاء أيضًا، قال البلاذري: تُوفّي في خِلافة أبيه، ويُلَقَّب كَسِيرًا.

قال الواقدي: ركب بغلةً من السُّقْيا ليَدخل المدينة فيُدرِكَ صلاةَ الجمعة مع أبيه عثمان، فعثرت البغلةُ فنفَقَتْ، وكُسِر خالد، أصابه قطعٌ فهلك منه، وله عَقِب، كان عندهم مصحف عثمان الذي دَمُه عليه (٣).

وأما سعيد بن عثمان فكُنيتُه أبو عثمان، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التابعين من أهل المدينة، قال: وأمُّه فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مَخزوم، وأمُّها أسماء بنت أبي جهل بن هشام، وكان سعيد قليلَ الحديث (٤). هذه صورة كلام ابن سعد.


(١) المعارف ٢٠١ و ٥٧٨، وانظر أنساب الأشراف ٥/ ٢٧٦ - ٢٧٧.
(٢) التبيين ١٨٢.
(٣) أنساب الأشراف ٥/ ٢٧١.
(٤) طبقات ابن سعد ٧/ ١٥٢.