للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جهل، في أنفه بُرَةٌ من فضة ليغيظ به المشركين (١). ولم يذكر في الحديبية.

وقال هشام (٢): كان معه سبعون بَدَنةً، البَدَنَةُ عن عشرة أنفس، وهذا يدل على أنهم كانوا سبع مئة.

وفي الصحيح: أنهم كانوا بضع عشرة مئة (٣). وقال ابن عباس: كانوا ألفًا وخمس مئة، وقيل: ألفًا وثلاث مئة (٤)، ويحتمل أنهم كانوا حين خرجوا من المدينة سبع مئة، ثم لحقهم الناس فزادوا على ألف فارس.

قال الواقدي: وأخرج رسول الله معه أم سلمة، فلما كان بعُسْفان لقيه بُسْر بن سفيان الخزاعي، وقيل: إنما لقيه بغَدير الأَشْطاط، فقال له: يا رسول الله، أو يا محمد، هذه قريش سمعت بمسيرك، فأَجْمَعَتْ على صدِّك عن البيت الحرام، وقد خرجوا بالعُوذِ المَطافيل، قد لبسوا جلود النمور، ونزلوا بذي طُوى يَأْلونَ بالله لا تدخُلُها عليهم أبدًا، وهذا خالد بن الوليد في خيلهم قد قدَّموه إلى كُراع الغَميمِ، وقدَّموا مئتي فارس مع خالد (٥).

قال المصنف : وذكر الطبري في "تاريخه": أن خالد بن الوليد كان مع رسول الله يومئذ مسلمًا، وأن عكرمة بن أبي جهل خرج من مكة في خمس مئة فارس، وأن النبي قال لخالد بن الوليد: "هَذا ابنُ عَمِّكَ قَد أَتَاكَ في الخَيلِ". فقال خالد: أنا سيف الله وسيف رسوله، قال: فيومئذ سمي سيف الله. ثم قال خالد: يا رسول الله، ارم بي حيث شئت، فبعثه على خيل فلقي عكرمة في الشِّعب فهزمه، فأنزل


(١) أخرجه أحمد في "مسنده" (٢٣٦٢).
(٢) لعله ابن هشام، انظر "السيرة" ٢/ ٣٠٨ - ٣٠٩.
(٣) الحديث مروي عن عدد من الصحابة: فأخرج البخاري (٤١٥٣)، ومسلم (١٨٥٦) من حديث جابر قال: كانوا خمس عشرة مائة. وأخرج البخاري (٤١٥٥)، ومسلم (١٨٥٧) من حديث عبد الله بن أبي أوفى قال: كان أصحاب الشجرة ألفًا وثلاثمئة. وللبراء بن عازب عند البخاري (٤١٥٠) قال: كنا مع النبي أربع عشرة مئة. ولسلمة بن الأكوع عند مسلم (١٨٠٧) قال: قدمنا الحديبية مع رسول الله ونحن أربع عشرة مئة.
(٤) أخرجه الطبري في "تاريخه" ٢/ ٦٢١.
(٥) "المغازي" ٢/ ٥٧٩ - ٥٨٠.