للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَطْباً مِنْ ذكْرِ اللهِ تَعالى" قال الترمذي: حديث حسن، قلت: أتشبث بتاء مثناة فوق ثم شين معجمة ثم باء موحدة مفتوحات ثم ثاء

مثلثة، ومعناه: أتعلق به وأستمسك.

وروينا فيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئل:

ــ

القلب إذا غفل يبس اللسان وخرج عن كونه رطباً اهـ، وهو من الحسن بمكان. قوله: (رطباً) أي ليناً ملازماً قريباً للعهد من ذكر الله وقال الطيبي رطوبة اللسان حينئذٍ كناية عن سهولة جريانه كما أن يبسه كناية عن ضده ثم إن جريان اللسان حينئذٍ عبارة عن مداومة الذكر قبل ذلك كأنه قيل دوام الذكر فهو أسلوب {فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [البقرة: ١٣٢] اهـ، أي أدمن الذكر باللسان والجنان في سائر الأحوال حتى أنه لا يزال لسانك رطباً إلخ. قال في الحرز وهذا الحديث هو المعنى بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} [الأحزاب: ٤١] وسيأتي في الحديث بعده كلام في هذا المقام. قوله: (قال الترمذي حديث حسن) وفي المشكاة وقال الترمذي حديث حسن غريب وقال الحاكم كما سبق صحيح الإسناد. قوله: (أَتشبثُ إلخ) سكت المصنف عن ضبط إعرابه وهو بالرفع صفة ووجد في بعض نسخ الحصين بالجزم على أنه جواب الأمر. قوله: (وروينا فيه) أي في سنن الترمذي وأورده في المشكاة على ما هنا إلاّ أنه رواه بإبدال قوله أي العباد بتشديد الموحدة وحذف الهاء من آخره قال جمع عابد رواه أحمد والترمذي وقال هذا حديث غريب وقد راجعت نسختي من جامع الترمذي فوجدتها كما رواه في المشكاة ولعله وقع فيه اختلاف ليحصل به الائتلاف قال الترمذي بعد تخريج الحديث هذا غريب إنما نعرفه من حديث دراج بالمهملة المفتوحة والراء المشددة المهملتين وبعد الألف جيم قيل أنه لقب واسمه عبد الرحمن وكنيته أبو السمح مصري مختلف فيه فضعفه أحمد وأبو حاتم

<<  <  ج: ص:  >  >>