للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمعناه: لا أمنع ولا أدفع إلا بك.

وروينا بالإسناد الصحيح في سنن أبي داود والنسائي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خاف قومًا قال: "اللهُم إنَّا نَجْعَلُكَ في نُحُورِهِمْ، وَنَعُوذُ بِك مِنْ شُرُورِهِمْ".

وروينا في كتاب الترمذي عن عُمارة بن زَعْكَرَةَ رضي الله عنه قال:

ــ

والترمذي وابن حبان الخ.

قوله: (وروينا بالإسناد الصحيح الخ) سبق الكلام على ما يتعلق به متنًا وإسنادًا في باب ما يقول إذا خاف قومًا. قوله: (وروينا في كتاب الترمذي الخ) قال الحافظ وأخرجه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة بإسناد الترمذي. قوله: (عن عمارة بن زعكرة) ضبط الشيخ زعكرة قال الحافظ وهو أزدي وقيل: مازني وقيل: كندي ولا يعرف له إلا هذا الحديث قال ابن عبد البر وعمارة يكنى أبا عدي سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال الله تعالى: (إِنَّ عِبَادِي) الخ روى عنه عبد الرحمن بن عائذ اليحصبي. قوله: (إن الله تعالى يقول) فيه دليل لعدم كراهة استعمال ذلك ونقل عن بعض السلف كراهة ذلك وإنما يقال قال الله ورد بقوله تعالى: (وَاللهُ يَقُولُ الحَق) وهذا الحديث من الأحاديث القدسية وهي التي جاءت عن الله تعالى وهي أكثر من مائة حديث وقد جمعها بعضهم في جزء كبير والفرق بينه وبين الوحي المتلو أي القرآن أن القرآن أشرف الكلام المضاف إليه تعالى ليميزه عن غيره بإعجازه من أوجه مذكورة في الشفاء وغيره وكونه معجزة باقية على ممر الدهور محفوظة من التغيير والتبديل وتحريم مسه للمحدث وتلاوته لنحو الجنب وروايته بالمعنى وتعينه في الصلاة وبتسميته قرآنًا وبأن كل حرف منه بعشرة ثوابًا وبامتناع بيعه في رواية عن أحمد وكراهيته عندنا وبتسمية الجملة منه آية وسورة وغيره من باقي الكتب المضافة إليه تعالى والأحاديث القدسية لا يثبت لها شيء من ذلك فيجوز مسه وتلاوته لمن ذكر وروايته بالمعنى ولا يجزئ في الصلاة بل يبطلها ولا يسمى قرآنًا ولا يعطي قارئه بكل حرف عشرًا ولا يمنع ولا يكره بيعه اتفاقًا ولا يسمى بعضه آية ولا سورة أيضًا ثم الحديث القدسي وهو ما نقل إلينا آحادا عنه - صلى الله عليه وسلم -

<<  <  ج: ص:  >  >>