للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى هذا قال: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ، تنبيها أنها فى الدنيا عامة للمؤمنين والكافرين، وفى الآخرة مختصة بالمؤمنين.

(رخا) : الرخاء اللينة من قولهم شىء رخو وقد رخى يرخى، قال تعالى: فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ، ومنه أرخيت الستر وعن إرخاء الستر استعير إرخاء سرحان. وقول ابى ذؤيب:

وهى رخو تمزع

أي رخو السير كريح الرخاء، وقيل فرس مرخاء أي واسع الجري من خيل مراخ، وقد أرخيته خليته رخوا.

(رد) : الرد صرف الشيء بذاته أو بحالة من أحواله، يقال رددته فارتد، قال تعالى: وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ فمن الرد بالذات قوله:

وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ- ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ، وقال: رُدُّوها عَلَيَّ، وقال: فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ- يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ ومن الرد إلى حالة كان عليها قوله: يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وقوله: وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ أي لا دافع ولا مانع له وعلى ذلك: عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ ومن هذا الرد إلى اللَّه تعالى نحو قوله: وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً- ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ- ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ فالرد كالرجع ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ومنهم من قال فى الرد قولان: أحدهما ردهم إلى ما أشار إليه بقوله مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ والثاني: ردهم إلى الحياة المشار إليها بقوله:

وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى فذلك نظر إلى حالتين كلتاهما داخله فى عموم اللفظ.

وقوله تعالى: فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ قيل عضوا الأنامل. غيظا وقيل أومئوا إلى السكوت وأشار باليد إلى الفم، وقيل ردوا أيديهم فى أفواه الأنبياء فأسكتوهم، واستعمال الرد فى ذلك تنبيها أنهم فعلوا ذلك مرة بعد أخرى.

وقوله تعالى: لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً أي يرجعونكم إلى حال الكفر بعد أن فارقتموه، وعلى ذلك قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ، والارتداد والردة الرجوع فى الطريق الذي جاء منه لكن الردة تختص بالكفر والارتداد يستعمل فيه

<<  <  ج: ص:  >  >>